كان زيد الخيل من فرسان العرب المعدودين في الجاهلية، وكان من عظيم جسمه وقوته، إذا ركب الفرس خطّت رجلاه بالأرض، فقدم على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له من أنت فقال : زيد الخيل"، فقال له صلى الله عليه وسلم " أنت زيد الخير".
وكان وفد طيء قد قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في خمسة عشر رجلا، رأسهم وسيدهم زيد الخير، وهو زيد الخيل بن مهلهل من بني نبهان، وفيهم وزر بن جابر بن سدوس، وقبيصة بن الأسود بن عامر من جرم طيء، وغيرهم.
فدخلوا المدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فعقلوا رواحلهم بفناء المسجد ثم دخلوا فدنوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعرض عليهم الإسلام فأسلموا وحسن إسلامهم وأجازهم بخمس أواق فضة كل رجل منهم وأعطي زيد الخيل اثنتي عشرة أوقية وزيادة.
اقرأ أيضا:
للعالم والمتعلم.. نصائح ذهبية من الإمام عليوقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما ذكر رجل من العرب إلا رأيته دون ما ذكر لي إلا ما كان من زيد الخيل فإنه لم يبلغ كل ما فيه» .
وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد الخير، وقطع له أراضي وكتب له بذلك كتابا ورجع مع قومه.
فخرج زيد الخير بالكتاب من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعا إلى قومه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن ينج زيد من حمى المدينة فقد نجا".
فلما انتهى زيد الخير من بلد نجد إلى ماء من مياهه يقال له فردة، أصابته الحمى بها فمات هناك وعمدت امرأته بجهلها وقلة عقلها إلى ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، كتب له به فحرّقته بالنار.
وقد روي أن زيدا أقام بفردة ثلاثة أيام ومات، فأقام عليه قبيصة بن الأسود المناحة سنة، ثم وجه براحلته ورحله وفيها كتاب النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رأت امرأته الراحلة ليس عليها زيد ضرمتها بالنار فاحترقت واحترق الكتاب.