سجال رائع دار بين سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله  وعدد من الصحابة بحضور سيدنا عبدالله بن عباس رضي الله عن الجميع   حول موعد ليلة القدر  حيث بادر  الخليفة العادل  خلال حواره بسؤال  الصحابة رضوان الله عليهم حول موعدها حيث أجمعوا  علي أنها في الليالي الوتر من العشر الأواخر من رمضان وهي الإجابة التي لم تروق كثيرا لأمير المؤمنين الذين كان يتوق لمعرفة يوم محدد لهذه الليلة المباركة

إجماع الصحابة علي أنها في الليالي الوتر من العشر الأواخر لم يشبع فضول عمر  فنقل السؤال إلي  حبر الأمة ابن عم النبي صلي الله عليه وسلم عبدالله بن العباس حيث وجه خطابه له قائلا إن ابن عباس كأحد أبنائنا فلم تجمعه معنا ؟ فقال عمر : إنه فتى له قلب عقول ولسان سؤول وجه له نفس السؤال  فرد بشكل حاسم أنها ليلة سبع وعشرين.

ليلةالقدرفي السابع والعشرون

رد حبر الأمة الحاسم علي أمير المؤمنين وتأكيده ، بإنها ليلة سبع وعشرين ، أثارث فضول فاروق الأمة  حيث خاطبه متسائلا : وما أدراك ؟ فقال : إن الله تعالى خلق السموات سبعاً ، وخلق الأرضين سبعاً ، وجعل الأيام سبعاً ، وخلق الإنسان من سبع ، وجعل الطواف سبعاً ، والسعي سبعاً ، ورمي الجمار سبعاً . فيرى ابن عباس أنها ليلة سبع وعشرين من خلال هذه الاستنباطات ، وكأن هذا ثابت عن ابن عباس .

بل أن هناك عديدا من الأمور  التي استنبط منها أن موعد  ليلة القدر هي ليلة سبع وعشرين منها  : أن كلمة فيها من قوله تعالى : " تنزل الملائكة والروح فيها  "هي الكلمة السابعة والعشرون من سورة القدر.

اظهار أخبار متعلقة

ولكن استنباط سيدنا عبدالله بن عباس حول ليلة القدر لم ينه الجدل حول الأمر فمع أن أرجح الروايات تشير لكونها ليلة السابع والعشرين الإ ان اجتهادات الفقهاء كانت متعددة في هذا السياق فقد تكون أحياناً ليلة إحدى وعشرين ، كما جاء في حديث أبي سعيد المتقدّم ، وقد تكون ليلة ثلاث وعشرين كما جاء في رواية عبد الله بن أُنيس رضي الله عنه كما تقدّم ، وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال  : ( التمسوها في العشر الأواخر من رمضان في تاسعة تبقى ، في سابعة تبقى ، في خامسة تبقى ) رواه البخاري.

هل تنتقل ليلة القدر بين العشر الأواخر ؟

الخلاف بين حول موعد ليلة القدر لم يتوقف عند زمن الصحابة والتابعين بل امتد لعقود طويلة وبل أنه قد لا يحسم إلي أن يرث الأرض من عليها حيث قال بعضهم  إنها أول ليلة من العشر الأخير من رمضان وذهب الأخر  أنها ليلة اثنين وعشرين من رمضان بينما رجح أخرون أنها ليلة ثلاث وعشرين وقال به جمع كبير من الصحابة والتابعين ومن بعدهم:

ليلة القدر وجدل لا ينتهي حول موعدها 

بل استمر الجدل حول موعد هذه الليلة المباركة  فبعض أهل العلم رحج أنها .أنها ليلة أربع وعشرين وأنها ليلة خمس وعشرين بينما قال معظم الصحابة والتابعين أنها ليلة السابع والعشرين من رمضان فيما يشير أخرون الي انها ليلة 28وعشرون وثان ليلة 29وعشرون بل أن البعض لم يستبعد تحريها في الليلة الأخير من رمضان .

اقرأ أيضا:

ولكن جمهور العلماء رغم هذا الخلاف أجمعوا علي  أن ليلة القدر في العشر الأواخر في أوتارها وأرجحها والله أعلم ليلة سبع وعشرين ثم ليلة ثلاث وعشرين ثم ليلة إحدى وعشرين ووقتها من غروب الشمس إلى طلوع الفجر مستدلين بقوله تعالي  حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ" القدر: 5 الأية .

العلماء الفقهاء بقدر اختلافهم حول موعد ليلة القدر بقدر أما أجمعوا علي أن الله أخفي هذه الليلة على عباده كي يجتهدوا في العبادة ولئلا يتكلوا على فضلها ويقصروا في غيرها، وهذا فضل منه سبحانه ليزداد المسلمون طاعة وتقرباً إليه وسعيا للفوز برضوانه تبارك وتعالي في ليلة هي خير من الف خير فهي ليست كالعبادة في الف شهر لكن أفضل منها كما نجد في كلة "خير " في سورة القدر .