من الأشياء التي يتململ لها الإنسان الإحساس بالفراغ، فشخصية الإنسان بها من الفراغ ما لا يمكن ملؤه من غير التذلل بين يدي الله تعالى والثناء عليه والشعور بمظلة الأمن والأمان التي ينشرها ذكر الله حين يخرج من الأعماق.
وعلى الرغم من حالة الزحام التي تراها أعيننا في ظل العولمة والعالم الافتراضي الذي نحيا فيه على مواقع التواصل الاجتماعي والتقدم التكنولوجي، واستحداث ما لم نتخيله يوما من الرفاهية وملذات الأطعمة والأشربة وملذات التملك والرفاهية والنفوذ وحرية التصرف، إلا أن المحصلة التي يشعر بها الإنسان في النهاية غالبا، تكون، كشارب ماء البحر، كلما ازداد شرباً ازداد ظمأ، والشعور بدرجة بالعتمة الروحية.
ومن الأعمال التي دل عليها النبي صلى الله عليه وسلم لملأ الفراغ الذي يشعر به قلب الإنسان:
1. الالتزام بما أحل وحرم الله والتمسك بالفرائض
فالالتزام بالأوامر والنواهي، كالصلاة على وقتها، وتجنب النظر إلى حرام، ولا كلام محرم من غيبة أو شتم أو لعن، ولا سماع إلى غيبة أو نميمة، وهذه سبيل توصل إلى أعلى درجات العبادة مهما ضاق وقتك، ففي الحديث: «اتق المحارم تكن أعبد الناس» .
2 . المداومة على القليل من النوافل، فإذا كنتِ غارقا في أعباء عملك الدنيوي، ولم يكن عندك وقت لطول القيام؛ فجاهدتَ نفسك في قيام ركعتين قبل الفجر انتزعتهما من وقت النوم الذي تحتاجه بشدة، فأبشر! قال ابن القيِّم: "ليس العجب من صحيح فارغ واقف مع الخدمة، إنما العجب من ضعيف سقيم تعتوره الأشغال وتختلف عليه الأحوال ؛ وقلبه واقف في الخدمة غير متخلِّف بما يقدر عليه".
3.إدخال
السعادة على غيرك من الناس بالتواضع والصبر والرضا والتوكل على الله والخشية كلها عبادات قلبية، لعل الذرة منها تسبق أمثال الجبال من أعمال الجوارح، وقليلٌ من ينتبه إليها، وهي لا تستغرق كثير وقت لكن تحتاج منا لحضور قلب.
4. الدعوة إلى الخير من خلال ثلاثة نقاط:
- إتقان عملك، وضرب المثل للقدوة للمسلم الملتزم الذي يصل إلى ما لا يصل إليه غيره من مهارات وكفاءة أداء.
- الأمر بالمعروف بمعروف، إما بلسان الحال، فيراك من حولك حريصة على الصلاة في وقتها، وصيام التطوع، والمسارعة إلى أعمال الخير، أو بلسان المقال بتوجيه من حولك على الخير وحثك عليه.
- النهي عن المنكر، فتلتزمين حجابك الشرعي بلا تبرج ولا سفور، ولا تنغمسين في أجواء الاختلاط الذي يزيل الحواجز بين الجنسين ويرفع الكُلْفة، وتتصدين للغيبة الجارحة، وتذبين عن عِرض أي مسلم ومسلمة إن ذكرهما أحد بسوء.
5. التمسك بأبواب الخير، فما من عمل عظيم يقوم به قوم ويعجز عنه آخرون إلا جعل الله لهم عملاً يساويه أو يفضل عليه، فلا يبقى لمتخلِّف عذر.وعليك اختيار عباداتٍ تناسب ظروفك وأوقاتك، ولا تستغرق منك وقتا كبيرا.
ومن أبواب الخير الصيام، و نفع الغير وتقديم الخير من خلال مهنتك ووظيفتك أو خارجها، و الصدقة، «كل امرئ في ظل صدقته حتى يُفضى بين الناس» .