يوضح الداعية الإسلامي الدكتور
عمرو خالد، من خلال مقطع الفيديو المنشور على صفحته الرسمية على موقع "يوتيوب"، لمتابعيه ومحبيه مفهوم الجهاد في الإسلام والفرق بين الجهاد والقتال.
ويقول "خالد" إن اختزال مفهوم "الجهاد" على أنه "القتال"، هو من المفاهيم الخاطئة، لأن الجهاد أوسع وأشمل من اختزاله في معنى القتال، فالجهاد هو بذل الجهد في كل عمل لله، أما القتال فلا يأتي في القرآن الكريم إلا عن معركة عادله بين جيشين".
ويضيف الداعية الإسلامي أن العمل جهاد، والسعي على الرزق جهاد، وإطعام الأولاد وتربيتهم جهاد، وكل عمل كان لله خالصًا من القلب جهاد، وكل من يخرج بنية العمل فهو في سبيل الله، مدللا بالحديث الذي رواه ابن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، قال: مر على النبي صلى الله عليه وسلم رجل، فرأى أصحاب رسول الله من جلده ونشاطه، فقالوا: يا رسول الله: لو كان هذا في سبيل الله؟، فقال رسول الله: "إن كان خرج يسعى على ولده صغارًا فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، وإن كان يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله، وإن كان خرج رياء ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان".
اقرأ أيضا:
كيف تتعامل مع إيذاءات وتجريح البشر؟ ..اسمع الاجابة من دكتور عمرو خالدويشير الدكتور عمرو خالد إلى أن الكثير من أصحاب الفكر المتطرف فسروا الجهاد على أنه بمعنى القتال، ودللوا على ذلك بآيات من القرآن "فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ"، "فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ".
ويرى الداعية الإسلامى أن هذا اختزال للقرآن، لأن الاستدلال بجزء من الآية هو خطأ كبير وظلم للقرآن، إذ لابد من تفسير القرآن جملة واحدة قبل إطلاق الأحكام وتعميمها، لأن تجزئته تشوه أهدافه، فتنتج "داعش" ومن على شاكلتها من تنظيمات متطرفة.
ولفت الدكتور "خالد" إلى أن تنظيم مثل "داعش" ينطلق في رؤيته إلى مفهوم الجهاد من مجموعة آيات تتكلم عن القتال دون قراءة النصوص القرآنية كلها كوحدة بنائية واحدة، مشددًا على أن القتال في الإسلام لا يكون إلا لرد الاعتداء، وأن آخر الحلول الحرب، إذ لابد أولاً من رد الحقوق بالوسائل السلمية، لأن السلم في الإسلام هو الأصل والحرب هي الاستثناء، فإذا لم تفلح كل الوسائل السلمية لرد الاعتداء، كانت الحرب لرد الاعتداء في معركة عادلة بين جيشين.
وخلص الدكتور "عمرو خالد" إلى أن الفتوحات الإسلامية كانت في أصلها لمواجهة خطر يحيط بالدولة الإسلامية الوليدة وقتها ليقضي عليها، والفرس والروم لم يكونوا أصحاب البلاد في مصر والعراق والشام، بل كانوا محتلين ظالمين، والمسلمون لم يحاربوا أهل البلاد، بل حاربوا المحتل ورفعوا الظلم عن أهلها ثم قالوا لهم: "لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ".
اقرأ أيضا:
كيف يمكن "للإستغفار" تغيير وإصلاح أخطاء الماضي ؟.. عمرو خالد يجيب اقرأ أيضا:
أنا مبتلى.. فهل ربنا غضبان عليا؟.. الدكتور عمرو خالد يجيب اقرأ أيضا:
مشهد نبوي رائع يتعلم منه الرجال كيف يكونوا رحماء بزوجاتهم.. يسرده عمرو خالد