أخبار

بالفيديو.. عمرو خالد: أفضل طريقة تزيل خوفك وقلقك على مستقبلك (الفهم عن الله - 2)

لماذا أجر الصوم مضاعف في رمضان؟

هل يصح صيام وصوم النفساء عند ارتفاع الدم قبل الأربعين؟

"جنة المحاربين ولجام المتقين".. هل سمعت هذه المعاني من قبل عن الصوم؟

4 كلمات لا تتوقف عن ترديدها خلال صومك

"إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به".. هل سمعت بهذه المعاني؟

كيف تتغلب على رائحة الفم الكريهة أثناء الصوم؟

حافظ على صومك.. احذر "مؤذن الشيطان ومصايده"

5 أشياء تبطل الصوم وتوجب القضاء.. تعرف عليها

لماذا شرع الله الصوم.. هذه بعض حكمه

ماذا تنفع الأسباب وقد كتب الله لابن آدم أجله ورزقه؟

بقلم | أنس محمد | الخميس 18 يونيو 2020 - 09:25 ص

يظن بعض الناس كما يظن جحا في نوادره حين ذهب إلى السوق، وسئل ماذا تشتري قال بقرة فقيل له قل إن شاء الله أشتري بقرة، قال: " لماذا أقول إن شاء الله؟ المال في جيبي والبقر يملأ السوق؟".
فسُرق المال من جيبه وعاد خائب الرجاء. وسئل أين البقرة قال سرق المال إن شاء الله.

فالشعور بالاستغناء بالأسباب ينسي المسبب سبحانه وتعالى.
وعلى الرغم من أن الله سبحانه وتعالى قد كتب على ابن آدم أجله ورزقه وعمله، كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم.
فقد روى عَبْدُ اللهِ بن مسعود، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :«إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ إِلَيْهِ مَلَكًا بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، فَيُكْتَبُ عَمَلُهُ، وَأَجَلُهُ، وَرِزْقُهُ، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ، فَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ فَيَدْخُلُ الجَنَّةَ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، فَيَدْخُلُ النَّارَ» متفق عليه.


الأخذ بالأسباب 


على الرغم من هذا الحديث، إلا أنه لا يتعارض مع عبادة الأخذ بالأسباب، وقد بين هذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما فر من الطاعون.
فحين وقع الطاعون بأرض الشام، وقد قصدها عمر بن الخطاب رضي الله عنه، شاوَرَ أصحابَه في الدخول أو الرجوع، وحين عزم على الرجوع قال له أَبُو عُبَيْدَةَ : فِرَارًا مَنْ قَدَرِ اللَّهِ! فَقَالَ عُمَرُ: لَوْ غَيْرُكَ قَالَهَا يَا أَبَا عُبَيْدَةَ؛ نَعَمْ، نَفِرُّ مَنْ قَدَرِ اللَّهِ إِلَى قَدَرِ اللَّهِ؛ أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَتْ لَكَ إِبِلٌ، فَهَبَطْتَ بِهَا وَادِيًا لَهُ عُدْوَتَانِ، إِحْدَاهُمَا خِصْبَةٌ وَالْأُخْرَى جَدْبَةٌ، أَلَيْسَ إِنْ رَعَيْتَ الْخِصْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللَّهِ، وَإِنْ رَعَيْتَ الْجَدْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللَّهِ؟. فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَكَانَ غَائِبًا فِي بَعْضِ حَاجَاتِهِ، فَقَالَ: إِنَّ عِنْدِي مِنْ هَذَا عِلْمًا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلَا تُقْدِمُوا عَلَيْه، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا، فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ”. فَحَمِدَ اللَّهَ عُمَرُ ثُمَّ انْصَرَفَ.
وعلى سبيل المثال فقد تكفل الله للناس بالرزق، فقال تعالى: «وفي السماء رزقكم وما توعدون فوربِّ السماء والأرض إِنَّه لحقٌّ مثلما أنكم تنطقون»، [الذاريات: 22-23]، إلا أنه قد حث في أغلب آيات القرآن الكريم على التوكل على الله والأخذ بالأسباب والجهاد على الرزق.

وعلى الرغم من أن الله هو الذي يعلم الآجال، فكل واحد له أجل محدود متى وصل إليه انتهى، لكن المخلوق ما يعرف هذه الأشياء، وليس له حد محدود بالنسبة للإنسان، قد يبلغ المائة وقد يكون أقل وقد يكون أكثر، فهذا شيء إلى الله جل وعلا، لهم آجال ضربها لهم إلى أجل مسمى، ثم إذا جاء الأجل انتهى "وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا "[المنافقون:11]، "فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ" [الأعراف:34].
علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الأخذ بكل الأسباب التي توصل إلى الغاية المرجوة في كل عمل من أعماله ففي الهجرة يضع الخطة ويموه على من خرج باحثا عنه ويستخدم أمهر الأدلة الذين يعرفون الطرق ويحرص على تواصل خطوط إمداده بالغذاء والمعلومات وهو مع كل ذلك لا ينسى أن الله تعالى معه يؤيده وينصره {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40]

اقرأ أيضا:

لماذا أجر الصوم مضاعف في رمضان؟

دقة الكون 


كما أن القرآن الكريم يعلمنا دقة الكون وترتب بعضه على بعض فيقول الله تعالى {لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } [يس: 40]
فهذه الأسباب التي يقوم عليها نظام العالم لمن أدركها وأحسن استخدامها تمكن من الاستفادة من خيرات الكون مهما كان دينه وإننا لنرى أمما لا تدين بدين واجتهدت في معرفة الأسباب وإحسان استخدامها و تمكنت من مفاتيح الانتاج والاقتصاد.
لكن هذه الأسباب مع أهميتها ودقتها ينبغي أن نعلم أنها في البدأ والختام مخلوقة لله تعالى قد يخرقها الله تعالى لأحد أنبيائه أو أوليائه ففي حال الأنبياء خرق هذه الأسباب يسمى معجزة وفي حال الأولياء يسمى كرامة و إذا كان الأنبياء قد ختموا بمحمد صلى الله عليه وسلم فإن باب الولاية مفتوح لمن يوالي الله تعالى بالطاعة فيواليه الله عز وجل بالكرامة ولنا أن نتساءل هل خرق الأسباب للأنبياء والأولياء معناه أن نظام الأسباب قد انهدم وأن الخرق هو الأساس بالطبع لا فالله تعالى يخرق الأسباب لنبيه للدلالة على أنه مرسل من الله تعالى ولتثبيت إيمان المؤمنين ومعونة من الله تعالى للمؤمنين في موقف استنفذوا فيه قدرتهم وبذلوا ما في وسعهم.

اقرأ أيضا:

4 كلمات لا تتوقف عن ترديدها خلال صومك

الأسباب المادية والمعنوية 


وإذا كانت هناك أسباب مادية يستخدمها المسلم والكافر للوصول إلى غايته فإن هناك أسباب معنوية توصل إلى الغايات منها الدعاء الذي يستجمع فيه المسلم يقينه في الله تعالى وأن الكون مخلوق له وأن الله تبارك اسمه فعال لما يريد ومنها الإحسان إلى الضعفاء قال  النبي صلى الله عليه وسلم النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ابْغُونِي ضُعَفَاءَكُمْ ، فَإِنَّمَا تُرْزَقُونَ وَتُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ. هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.[ سنن الترمذي].
ومنها الاستغفار والذي يعيني فيما يعني رصد الأخطاء والابتعاد عنها وتصحيحها والطلب من الله تعالى ان يتجاوز عنها.
ومنها معاونة الناس فالله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.
ومنها صلة الرحم قال صلى الله عليه وسلم  مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ رِزْقُهُ ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ.[ صحيح البخاري]
ومنها الذكر
فعن عَلِيٌّ أَنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ شَكَتْ مَا تَلْقَى مِنْ أَثَرِ الرَّحَا فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَبْىٌ فَانْطَلَقَتْ فَلَمْ تَجِدْهُ فَوَجَدَتْ عَائِشَةَ فَأَخْبَرَتْهَا فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ بِمَجِيءِ فَاطِمَةَ فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْنَا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا فَذَهَبْتُ لأَقُومَ فَقَالَ عَلَى مَكَانِكُمَا فَقَعَدَ بَيْنَنَا حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِي وَقَالَ أَلاَ أُعَلِّمُكُمَا خَيْرًا مِمَّا سَأَلْتُمَانِي إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا تُكَبِّرَا أَرْبَعًا وَثَلاَثِينَ وَتُسَبِّحَا ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ وَتَحْمَدَا ثَلاَثَةً وَثَلاَثِينَ فَهْوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ.[ صحيح البخاري].


الكلمات المفتاحية

الأخذ بالأسباب دقة الكون الأسباب المادية والمعنوية

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled يظن بعض الناس كما يظن جحا في نوادره حين ذهب إلى السوق، وسئل ماذا تشتري قال بقرة فقيل له قل إن شاء الله أشتري بقرة، قال: " لماذا أقول إن شاء الله؟ الما