على غرار انطلاق فيروس كورونا من سوق ووهان الشعبي لبيع الحيوانات البرية في الصين،  انطلقت موجة أخرى من فيروس كورونا من سوق آخر شعبي في الصين لبيع الأسماك والخضروات.
فقد ذكرت تقارير أنه تم العثور على آثار الفيروس، على لوح تقطيع يستخدمه أحد باعة سمك السلمون المستورد في سوق شينفادي .  
وأثبتت الاختبارات أمس الأربعاء أن رجلا يبلغ من العمر 22 عاما، ممن يعملون في تنظيف  المأكولات البحرية المجمدة في السوق، أصيب بالفيروس في تيانجين، بالقرب من بكين.
وكانت بكين قد أعلنت الخميس الماضي عن أول حالة إصابة بالفيروس، بعد 57 يوما دون تسجيل أي إصابة منقولة محليا.
منذ ذلك الحين، تم تأكيد ما يقرب من 150 حالة إصابة، تم ربطها جميعا تقريبا بأكبر سوق جملة للبيع في المدينة.

اقرأ أيضا:

من عجائب إكرام الضيف| أكل عنده الشافعي فأعتق الجارية فرحًا


تضارب الآراء
بعدها بدأت تشهد الساحة جدالات كثيرة حول الأمر، حيث صرح متحدث باسم لجنة الصحة البلدية في بكين بأن نحو 40 عينة من السوق أظهرت نتائج إيجابية للفيروس، بعضها لم تكن من الألواح المستخدمة في تقطيع السلمون، نافيًا بذلك التهمة عن السلمون وحده، وكان مركز مكافحة الأمراض في الصين قد أعلن أنه من غير المحتمل أن يحمل سمك السلمون الفيروس.
كما أكد  مسؤول في المركز الصيني لمكافحة الأمراض إنه لا يوجد دليل، على أن سمك السلمون هو المُضيف - أو حتى المُضيف الوسيط – للفيروس، ومتفقًا معه قال  شي جوتشينج، نائب مدير مركز الاستجابة للطوارئ بمركز مكافحة الأمراض، إنه لم يكن هناك أي أثر للفيروس على سمك السلمون قبل وصوله إلى السوق، ما يشير إلى وجود الفيروس في السوق، وليس في سمك السلمون نفسه.
ومن جهته، قال تشنج جونج، عالم الفيروسات في جامعة تسينجهوا، في تصريحات لقناة تلفزيونية صينية: " الفيروسات يجب أن تعتمد على المُستقبِل الفيروسي، على أسطح الخلايا المضيفة، قبل إصابة الخلايا، وأنها بدون المُستقبِل المحدد لا يمكن للفيروسات دخول الخلايا بنجاح،  مشيرًا إلى أن جميع الأدلة المعروفة، حتى الآن، تشير إلى أن هذا النوع من المستقبلات موجود فقط في الثدييات، وليس في الأسماك".
إلا أن كبير علماء الأوبئة بمركز مكافحة الأمراض في الصين، وو زونيو، أشار إلى احتمالية انتقال الفيروس للسمك عبر عمال النقل أو الصيادون، مؤكدًا على أن  الأسماك لا تستطيع التقاط الفيروس في بيئتها الطبيعية.
وأوضح مركز سلامة الغذاء في هونج كونج أن 16 عينة من سمك السلمون، المستورد من دول من بينها تشيلي وأيسلندا والدنمارك، جميعها سلبية للفيروس.

ماذا قالت منظمة الصحة العالمية؟
من جهتها، قالت المنظمة الدولية في وثيقة نشرت على موقعها على الإنترنت: "الفيروسات التاجية لا يمكنها التكاثر في الغذاء، فهي تحتاج إلى مضيف حيواني أو بشري لتتكاثر".
وقالت أيضا إنه "من المستبعد جدا" أن تنتشر من خلال تغليف المواد الغذائية.
ووفقًا لصحيفة جلوبال تايمز فإن الصين تستورد نحو 80 ألف طن، من سمك السلمون المبرد والمجمد كل عام، من دول مثل تشيلي والنرويج وجزر فارو وأستراليا، ولم ينتشر الفيروس في معظم هذه البلدان، وقالت النرويج إن سمك السلمون ليس هو المصدر، وذلك بعد أن قال منتجو السلمون النرويجيون، إن أوامر استيراد ألغيت من جانب الصين الأحد الماضي.
ولازال الأمر حتى هذه اللحظةغامضًا، مبقيًا سمك السلمون متهمًا برئً حتى تثبت إدانته.

اقرأ أيضا:

أعمال صنعها أهل الجاهلية في رجب.. وأقرها الإسلام

اقرأ أيضا:

سر جمال الشمس عند الغروب والشروق