أمهات المؤمنين، لقب يُطلق على زوجات رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو لفظ قرآني حيث ذكر في سورة الأحزاب قول الله تعالى: النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الكتاب مسطورا .
لأمهات المؤمنين مكانة رفيعة وميزات عديدة تميزن بها عن بقية نساء المسلمين وهي مكانة ذكرت كذلك في سورة الأحزاب وفي قوله تعالي : يا نساءالنبي لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًاالأية 32
أمَّهات المؤمنين رضي الله عنهنَّ عايشن عصر نزول القرآن، واستمعن إلى آياته من زوجهنَّ رسول الله صلي الله عليه وسلم وعايشنه، وشهدن سِرَّه وعلانيته، ورأين نقاءسريرته، وطُهر قلبه، وقوة صلته بالله سبحانه فكانت لهذه المُعايشة عظيم الأثر في علاقتهن بالله سبحانه وتعالى؛ حيث كنَّ ذاكرات، قانتات، عابدات، مُتصدقات، متدبرات لآياته سبحانه، رضوان الله تعالى عليهن
مناقب أمهات المؤمنين وفضائلهن ومنظومة القيم التي اكتسبنها من العشرة النبوية وإطاعتهن لله ولرسوله .فاستحققن بهذا تعويض الله وجزاءه بأن جعلهنَّ أمهات للمؤمنين، تأكيدًا لحرمتهنَّ، وتعظيمًا لحقوقهنَّ؛ فقال سبحانه وتعالي في كتابه العزيز : "وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ"الأحزاب 6.
ومن المناقب التي خص بها الله تعالي حَظَر عليه صلي الله عليهم وسلم زواجَ غَيْرِهنَّ أوتبديلهنَّ؛ فقال سُبحانه: "لَّا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِن بَعْدُ وَلَاأَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَامَلَكَتْ يَمِينُكَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا""الأحزاب: 52".
وقد امتلأت سيرة أمهات المؤمنين رضوان الله تعالى عليهن بمواقف كثيرة ساندن فيها سيدنا رسول الله ﷺ وثبتنه، وقمن معه بحق الدِّين والدعوة،فكنَّ بذلك خير قدوة لنساء المسلمين ورجالهم علي حد سواء بحسب مركز الأزهر العالمي للفتوي الاليكترونية
فهذه أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها تُهدِّيء من رَوع سيدنا رسول الله ﷺ يوم أتاه سيدنا جبريل عليه السلام بوحي الله تعالىٰ لأول مرة،حين قال لها: «أيْ خَدِيجَةُ، ما لي لقَدْ خَشِيتُ علَى نَفْسِي» فأخْبَرَهَاالخَبَرَ، قالَتْ خَدِيجَةُ: كَلَّا، أبْشِرْ فَوَاللهِ لا يُخْزِيكَ اللهُ أبَدًا، فَوَاللهِ إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصْدُقُ الحَدِيثَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوَائِبِ الحَقِّ، فَانْطَلَقَتْ به خَدِيجَةُ حتَّى أتَتْ به ورَقَةَ بنَ نَوْفَلٍ. [أخرجهالبخاري]
دعم أمهات المؤمنين أمتد للصديقة بنت الصديقة السيدةعائشة رضي الله عنها حيث كانت تُسانده ﷺ في سِلمه وحربه؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: «لَمَّا كانَ يَومُ أُحُدٍ انْهَزَمَ النَّاسُ عَنِ النبيِّ ﷺ ...ولقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ بنْتَ أبِي بَكْرٍ وأُمَّ سُلَيْمٍ، وإنَّهُمالَمُشَمِّرَتَانِ، أرَى خَدَمَ سُوقِهِما تُنْقِزَانِ القِرَبَ علَى مُتُونِهِما تُفْرِغَانِهِ في أفْوَاهِ القَوْمِ، ثُمَّ تَرْجِعَانِ فَتَمْلَآَنِهَا، ثُمَّ تَجِيئَانِ فَتُفْرِغَانِهِ في أفْوَاهِ القَوْمِ، ولقَدْ وقَعَ السَّيْفُ مِن يَدَيْ أبِي طَلْحَةَ إمَّا مَرَّتَيْنِ وإمَّا ثَلَاثًا». [متفق عليه]
ومن نماذج الدعم والمساندة كذلك من قبل امهات المؤمنينما قامت به أم المؤمنين أم سلمة رضي اللهعنها إذ أشارت على النبي ﷺ يوم الحديبيةبشأن أعمال عمرتها التي تقبلها الله سبحانه من المؤمنين رغم أنهم لم يدخلوا مكةولم يطوفوا بالبيت حينما قال للصحابة بعد قضية كتاب الصُّلح: «قُومُوا فَانْحَرُواثُمَّ احْلِقُوا» يقول مروان بن الحكم وهو راوي الحديث: فَوَاللهِ ما قَامَ منهمْ رَجُلٌ حتَّى قالَ ذلكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا لَمْ يَقُمْ منهمْ أحَدٌدَخَلَ علَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَذَكَرَ لَهَا ما لَقِيَ مِنَ النَّاسِ، فَقالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يا نَبِيَّ اللهِ، أتُحِبُّ ذلكَ؟! اخْرُجْ، ثُمَّ لا تُكَلِّمْ أحَدًا منهمْ كَلِمَةً، حتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ، وتَدْعُوَ حَالِقَكَ فَيَحْلِقَكَ، فَخَرَجَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أحَدًا منهمْ حتَّى فَعَلَ ذلكَ نَحَرَ بُدْنَهُ، ودَعَا حَالِقَهُ فَحَلَقَهُ، فَلَمَّا رَأَوْا ذلكَ قَامُوا،فَنَحَرُوا وجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ بَعْضًا".... أخرجه البخاري"
المواقف الثلاثة لأمهات المؤمنين رضوان الله عليهم في مساندة النبي في أشد المحن التي عاني منها صلي الله عليه وسلم يؤكدن محورية دورهن في دعم الرسالة المحمدية وكيف كان دورهن أساسيا في تفريج كرب النبي في أشد الأوقات صعوبة وهو أمر يدحض كل اتهام للإسلام بأنه ظلم المرأة او حط من قدرها بل علي اعكس عظم قدرهن وأعلي مكانتهن رضي الله عليهن