الصيام واحد من العبادات التي أمرنا الله بها وهي ركن من أركان الإسلام، وإذا كان الله فرض علينا الصيام فإنه شرع في الوقت نفسه صيام التطوع الذي يزداد به العبد قربا من الله ورفعا في الدرجات.
ومن الصيام المسنون
صيام الأيام البيض وهي صيام من كلّ شهر ثلاثة أيّام، وأفضلها فقد ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (صِيامُ ثلاثةٍ أيَّامٍ من كُلِّ شهرٍ صِيامُ الدَّهْرِ ، و هِيَ أيامُ البِيضُ : صَبيحةُ ثلاثِ عَشْرَةَ ، و أربعِ عَشْرَةَ و خمسُ عَشْرَةَ).
ومن أحكام صيامها أنه يجزئ أن يصوم المسلم غير تلك الأيّام في حال انشغل عنها، كما كان يفعل ابن عمر -رضي الله عنه-، ويتحصّل بذلك على الأجر بإذن الله –تعالى، ومن فضلها أن من صام ثلاثة أيّام في الشهر كمن صام الشهر كاملاً، وعليه فإن من يصوم ثلاثة أيام من كل شهر فكأنه صام السنة كلّها، وإن داوم على ذلك فله أجر كأنّه صام الدهر كله.
أحكام صيام الأيام البيض:
الأولى أن يكون صيامك لثلاثة أيام من كل سنة هو
الأيام البيض، لكن من عجز عن صيام أيام البيض، وصام غيرها أجزأه وحصل له أصل السنة، قال الشيخ العثيمين رحمه الله:
هذه الأيام الثلاثة يجوز أن تصام متوالية أو متفرقة، ويجوز أن تكون من أول الشهر، أو من وسطه، أو من آخره، والأمر واسع ولله الحمد، حيث لم يعين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد سئلت عائشة - رضي الله عنها: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام ؟ قالت : نعم ، فقيل : من أي الشهر كان يصوم ؟ قالت : لم يكن يبالي من أي الشهر يصوم. رواه مسلم. لكن اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر أفضل، لأنها الأيام البيض .
ومن عجز عن صيام كل الأيام البيض، وصام في بعضها رُجي له بعض الفضل المتعلق بصيام هذه الأيام، فإذا صام يوماً أو يومين من أيام البيض، وكمل الثلاثة من غيرها من أيام الشهر كان ذلك حسناً، فإن ما لا يُدرك كله لا يُترك جله، ويشير إلى هذا ما ذكره العلماء في خصوص صوم ثالث عشر ذي الحجة، فإن صومه حرام لكونه من أيام التشريق، ومع هذا لم يمنعوا من صيام اليومين بعده، واستحب بعضهم قضاء هذا اليوم في يوم السادس عشر، جاء في إعانة الطالبين:
وإذا وقع في أحد أيام البيض، وذكرنا كلاماً للعلامة العثيمين، يشيرُ إلى الجواز وعدم الكراهة إذا كان يصومه لأجل فضيلة اليوم، لا لأجل التخصيص. فإذا كان اليومُ المراد صومه الأحد كان أولى بالجواز.