أخبار

حافظ على صومك.. احذر "مؤذن الشيطان ومصايده"

5 أشياء تبطل الصوم وتوجب القضاء.. تعرف عليها

لماذا شرع الله الصوم.. هذه بعض حكمه

هل يجوز للمرأة استعمال حبوب لمنع الحيض حتى تصوم رمضان كاملًا؟

ما هي الحكمة الدينية والنفسية من صوم رمضان؟

هل هناك فرق بين الصوم والصيام؟

بركة الطعام لاتحرم نفسك منها.. ماذا تفعل لو نسيت "التسمية" عند الإفطار؟

من جدري الماء إلى الحصبة.. أبرز 8 أمراض يصاب بها الأطفال

كيف أجعل بيتي جنة في رمضان رغم ضيق الحال وكثرة الأعباء؟

بالفيديو.. عمرو خالد: أفضل طريقة تزيل خوفك وقلقك على مستقبلك (الفهم عن الله - 2)

تكليفات الشرع للمسلمين في وقت الأزمات.. هنا تظهر معادنهم

بقلم | أنس محمد | الاثنين 25 مايو 2020 - 10:46 ص
الابتلاء بالخير والشر سنة كونية جعلها الله سبحانه وتعالى مع البشر منذ أن خلق آدم، ليظهر مبلغ شكر الشاكرين، ومدى صبر الصابرين، حيث قال الله تعالى: "وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ" سورة الأنبياء35، وقال أيضا: " أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ *وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ" سورة العنكبوت2-3.
والابتلاء يكشف للناس الحقائق، وتقوم به الحجة على العباد، إن الإيمان أمانة الله في الأرض، لا يحملها إلا من هم أهل لها، وإن من الفتنة أن يتعرض المؤمن للأذى، ثم لا يجد النصير، وإن من الفتنة أن يبتلى بالرخاء، كما أن من الفتنة أن يبتلى بالشدة: فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ".
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، أن الناس كمعادن الذهب والفضة، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، وتأتي التجارب لكي تكسبه تلك الابتلاءات مزيداً من الخبرة والقوة، كما أن المعادن الثمينة لا تتغير مع الوقت، فيبقى الذهب ذهباً لا يصدأ ولا يتعفن، بينما بعض المعادن الأخرى سرعان ما تذوب وتتهاوى تحت عوامل الحت والتعرية والصدى.

اقرأ أيضا:

لماذا شرع الله الصوم.. هذه بعض حكمهوالناس سواء فإذا جاءت المحن تباينوا وتمايزوا، قال الفضيل رحمه الله: "الناس ما داموا في عافية مستورون، فإذا نزل بهم البلاء صاروا إلى حقائقهم، فصار المؤمن إلى إيمانه، وصار المنافق إلى نفاقه" فلا يعرف معدن الإنسان إلا في المحن وفي مواقفه منها.
وقد ربى الإسلام المسلمين على الصبر عند البلاء، قال عز وجل: "وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ "سورة البقرة 177.
ولما توفي النبي صلى الله عليه وسلم ظهر حقاً ثبات الصديق رضي الله عنه، إن المعدن الأصيل لا يظهر إلا في الأزمات ويزداد بريقاً في المواقف الصعبة.
كما أن الصديق رضي الله عنه لما افتتن الناس في قصة الإسراء والمعراج، وجاء المشركون إلى أبي بكر ليقولوا له: ألم تسمع أن صاحبك يقول: إنه قد أسري بي إلى بيت المقدس، وعرج به إلى السماء، ورجع إلى بيته في ليلة، قال: أشهد أنه صادق، قالوا: وتصدقه بأنه أتى الشام في ليلة واحدة ثم رجع إلى مكة؟ قال: نعم، إني أصدقه بأبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء، فسمي الصديق رضي الله تعالى عنه.
فمن الناس من يخسر أمواله، ولكنه يعلم أن الدنيا فانية، ومنهم من جعل الله الدنيا أكبر همه فلا يثبت ولا يتحمل قلبه فيموت؛ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم:  لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا .
موقف أخر للأنصار لما قدم إليهم المهاجرين أكرموهم، وأرادوا أن يتنازلوا عن نصف أموالهم لهم، قال الله تعالى: "وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ، يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ"سورة الحشر9.
وكعب رضي الله عنه لما تخلف عن غزوة تبوك وقوطع هو ومن معه من الرجلين المؤمنين الآخرين، كانا كبيرين فقعدا في بيتهما يبكيان، وكان كعب أشب القوم فخرج يطوف بالأسواق، فتنكرت له نفسه وتنكرت الأرض والبلد والناس فما هي بالتي يعرف، لم يكلمه أحد ولا حتى رد السلام، في هذه اللحظات العصيبة يتقدم نبطي من أنباط الشام دخل المدينة، وكان هؤلاء الكفار قد سمعوا بما حصل لهذا المسلم من المقاطعة، فأرادوا انتهاز الفرصة، وأعداء الإسلام يريدون دائماً انتهاز الفرص في ضرب أهل الإسلام، فإذا نبطي من أنباط أهل الشام ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة يقول: من يدل على كعب بن مالك؟ فطفق الناس يشيرون له، يقول كعب: حتى إذا جاءني دفع إلي كتاباً من ملك غسان، فلنتصور هذا الموقف، رجل مسلم قاطعه المسلمون بأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، لا يكلمه أحد، حتى ابن عمه لا يرد عليه السلام، يمشي بين الناس فلا يجلس إليه أحد ولا يقف له أحد، وفي هذا الظرف النفسي الصعب جداً يأتيه كتاب من ملك غسان، من ملك أولئك القوم، فإذا فيه: أما بعد: فإنه قد بلغني أن صاحبك قد جفاك، ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة، فالحق بنا نواسك، ماذا كان الأثر في نفس كعب صاحب المعدن الجميل، صاحب الأصل الثابت في الإيمان؟ إنه رضي الله عنه التائب الصادق صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يكذب كما كذب المنافقون، نجاه الله بالصدق، فماذا فعل؟ ثبت هذا المعدن الجميل وثبت صاحبه، ثبت فلم يستجب لهذا الإغراء، لقد ثبت وقال لما قرأ الخطاب: وهذا أيضاً من البلاء، قال: فتيممت بها التنور فسجرته بها.





الكلمات المفتاحية

تكليفات الشرع وقت الأزمات بلاء كورونا

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled الابتلاء بالخير والشر سنة كونية جعلها الله سبحانه وتعالى مع البشر منذ أن خلق آدم، ليظهر مبلغ شكر الشاكرين، ومدى صبر الصابرين، حيث قال الله تعالى: "وَن