يقول الصينيون: "إذا أردت السعادة لمدة ساعة، خذ قيلولة. وإذا أردت السعادة لمدة يوم كامل، اذهب لصيد السمك. وإذا أردت السعادة لمدة عام، تحتاج إلى ثروة. أما إذا أردت السعادة لمدى الحياة، ساعد شخصًا ما".
لا تتوقف أخلاق تقديم يد العون للآخرين على الناحية الشرعية فقط من حيث نيل رضا الله وكسب الحسنات، ولكن جعل الله سبحانه وتعالى في مساعدة الأخرين سبيلا كبيرا للسعادة، فقد أكدت دراسات عديدة أن الأشخاص الذين يبدون اهتمامًا بالآخرين ورفاهيتهم يكونون أقل شعورا بالألم مقارنة بأولئك الذين لا يتمتعون بنفس القدر من اللطف.
وقام باحثون بفحص أمخاخ أكثر من 280 شخصًا كجزء من دراستين حول السلوك الإيثاري ومستويات الألم، بحسب ما نشرته وسائل إعلام بريطانية.
واكتشف الفريق البحثي أن جزء المخ المرتبط بمستويات منخفضة من الألم، يرتبط أيضًا بسلوك غير أناني.
وقد أظهرت الدراسات إلى جانب التجارب الإنسانية أن مساعدة الآخرين تؤدي إلى تخفيف القلق، والشعور بالسعادة. فكيف ذلك؟
تقول الداراسات "إن كنت تعاني من بعض عوارض الاكتئاب والقلق، فقد يكون العلاج أبسط مما تتصور، فقد أظهرت الدراسات أن تقديمك يد العون للآخرين يساعد في تعزيز صحتك ويبث شعور السعادة في نفسك".
واكتشف الباحثون بحسب "إذاعة صوت ألمانيا" في جامعة بيتسبيرغ في الولايات المتحدة، أن تقديم الدعم والمساعدة للآخرين من شأنه أن ينشط مساراً عصبياً في الدماغ يعزز من صحتنا. إذ يقوم هذا السلوك بتنشيط منطقة الدماغ، التي كانت مرتبطة سابقاً بالرعاية الأبوية. في نفس الوقت، يقلل النشاط في اللوزة الدماغية، وهي البنية الدماغية التي ترتبط بالاستجابات للضغط والتوتر.
وطلب الباحثون من 45 متطوعاً تنفيذ مهمة تنطوي على "تقديم الدعم" بطريقة ما. خلال هذه المهمة، كانت لديهم الفرصة لكسب مكافآت لشخص قريب منهم، للعمل الخيري أو لأنفسهم. شعر المشاركون بارتباط اجتماعي أفضل خصوصاً عندما يؤدي الدعم الذي يقدموه إلى تلقي الشخص الآخر مكافأة.
بعد ذلك، طُلب من المشاركين الخضوع لمهمة تقييم عاطفية عبر الرنين المغناطيسي، والذي يظهر مناطق الدماغ النشطة. وتبين من خلال المسح أن تقديم الدعم يؤدي حرفياً إلى تنشيط مناطق معينة من الدماغ. في حين ارتبط الدعم المباشر فقط بانخفاض النشاط في مركز الخوف من الدماغ.
وبين باحثون أن الاستعداد لمعاونة أناس من خارج الأسرة تعود بالنفع على من يقوم بها أيضا، حيث أسفرت المقارنات بين البيانات أن نصف الكبار الذين يعيشون بلا أطفال ويعينون الآخرين في حياتهم يعيشون سبعة أعوام أطول من أقرانهم ممن هم في نفس ظروفهم. بيد أن فريق البحث لم يتناول بيانات الأشخاص المرتبطين بواجب الرعاية كالوصي داخل الأسرة.
اقرأ أيضا:
ليست كلها ضدك.. أسباب تحول بينك وبين استجابة الدعاء