كثير منا يطرح هذا السؤال على نفسه، وهو (كيف أقول حين أسأل ربي؟)، فعن يزيد بن هارون أخبرنا أبو مالك عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وأتاه رجل فقال يا رسول الله كيف أقول حين أسأل ربي، فقال: «قل اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني ويجمع أصابعه إلا الإبهام فإن هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك»، إذن عليك أن تسأل الله عز وجل أن يعافيك ويذهب حزنك ويدخل السرور على قلبك، وإياك والاسترسال مع وساوس الشيطان، فإنه يريد أن يصدك عن ذكر الله وعن الصلاة، والالتجاء إلى الله، ولتحسن الظن بربك الكريم، ففي الحديث القدسي: «أنا عند ظن عبدي بي فإن ظن بي خيراً فله، وإن ظن بي شراً فله».
إجابة الدعاء
استجابة الله تعالى لمن دعاه ثابتة وأكيدة، فقد قال الله تعالى: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ» (غافر:60)، وقال سبحانه: «وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون» (البقرة:186)، فمن استجاب لله تعالى في أمره ونهيه، وصدق بوعده وآمن به، فقد تحققت له شروط استجابة الدعاء وانتفت عنه موانع الإجابة، فلن يخلف الله تعالى وعده.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: «ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها. قالوا: إذا نكثر، قال: الله أكثر».
حضور القلب
أيضًا عليك أن تدعو الله عز وجل بقلب حاضر، موقن بالإجابة، وتحسن الظن بربك، لما رواه الترمذي والحاكم وحسنه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه».
وقبل كل ذلك عليك بالاستقامة على طاعة الله وتقواه والإكثار من سؤاله، واسأله باسمه الأعظم، ففي المسند والسنن عن بريدة قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقول: «اللهم إني أسالك بأني أشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤاً أحد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفس محمد بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب».
اقرأ أيضا:
حقوق الزوجة إذا طُلِّقت من زوجها بناء على طلبها لأسباب معتبرة؟