كثيرًا ما نتحدث عن المروءة، وأنه يجب أن تكون بيننا كقيمة أصيلة من قيم المجتمع.
وتعتبر المروءة قيمة مجتمعية مطلوبة في كل العصور، حيث يحرص كل كريم الأصل على التمتع بالنزاهة والمروءة، لكن يبقى السؤال بعد تعد مفاهيم المروءة، ما هو حد المروءة الحقيقي.
حد المروءة:
1-قال الصحابي ابن عمر -رضي الله عنهما: ما حمل الرجل حملا أثقل من المروءة. فقال أصحابه: أصلحك الله، صف لنا المروءة.
فقال: ما لذلك عندي حد أعرفه، فألحّ عليه رجل منهم، فقال: ما أدري ما أقول، إلا أني ما استحييت من شئ علانية إلا استحييت منه سرا.
2- وقال عبد الله بن المبارك -رحمه الله - أنه كان يقول: سخاء النفس عما في أيدي الناس أكبر من سخاء النفس (بالإعطاء) ، والقناعة والرضا أكبر من مروءة الإعطاء.
3- وذكر أحد الأمراء: عليكم بمباكرة الغداء، فإن في مباكرته ثلاث خلال: يطيب النكهة، ويطفئ المرة، ويعين على المروءة؟ قال: لا تتوق نفسه إلى طعام غيره.
4- وقيل لعبد الملك بن مروان وهو يحارب مصعب بن الزبير: إن مصعبا قد شرب الشراب.
فقال عبد الملك: مصعب يشرب الشراب؟ والله لو علم مصعب أن الشرب من الماء العذب ينقص مروءته ما شرب منه.
5- وقال معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه - لعمرو بن العاص: ما ألذ الأشياء؟.
قال: يا أمير المؤمنين مر أحداث قريش أن يقوموا.
فلما قاموا قال: إسقاط المروءة.. يريد أن الرجل إذا لم تهمه مروءته تلذذ وعمل ما يشتهي، ولم يلتفت إلي لومة لائم.
6- وروى عن الحسن البصري - رضي الله عنه - أنه قال: إذا استرذل الله عز وجل عبدا زهده في العلم.
7- وروي عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه - أنه قال: قيمة كل امرئ ما يحسن.
8- وقال الإمام الزهري رحمه الله: عز الشريف أدبه وعز الدنئ ورعه، وعز أو زينة الفقير تورعه وقنوعه، وزينة الغني تواضعه ومرونة خلقه.
9- وقيل لرجل من أهل المعروف والأدب: ما بلغ من شهوتك للعلم، وحرصك علي الأدب من وحلاوتهما في صدرك، وفضلها عندك، وعظيم شأنهما لديك؟
قال: هما لذتي إذا نشطت وأنسي، وإذا أغممت ففرحي وسلوتي.
وقال عروة بن الزبير -رضي الله عنهما - لبنية: يا بني، إنكم اليوم صغار قوم يوشك أن تكونوا كبارا ... ، فعليكم بالعلم والأدب، فمن لم يقدر منكم على حفظه فليكتبه، فأقبح بشيخ لا علم عنده.
وقال بعض الشعراء، ويقال لابن المبارك -رحمه الله تعالى: _
تعلم فليس المرء يولد عالما ... وليس أخو علم كمن هو جاهل
وإن كبير القوم لا علم عنده ... صغير، إذا التفت عليه المحافل
وقد قال الحكيم، وقد أصاب حيث يقول: الناس أعداء ما جهلوا.