يجب على الإنسان أن يثق في عطاء ربه، وأيضا يخشى عقابه.
وقد قال ذو النون رحمه الله: ثق بالله وارض بما قسمه الله، فكل شيء بقضاء الله، ولو علم الإنسان قرب الله منه ما عصى الله.
وقال مالك بن دينار: إن من عرف الله لقيه سالماً، والويل كل الويل لمن ذهب عمره في الدنيا باطلاً.
قصة عجيبة لأحد الرهبان:
1-قال بعض الصالحين: سألت بعض الرهبان: ألكم عيد؟ قال: نعم، كل يوم لا تعصى الله فيه فهو عيد.
قلت: فما بالكم تلبسون السواد؟ فقال: هذا لباس أهل المصائب. قلت: وأي مصيبة عندكم أعظم، فقال: وأي مصيبة أعظم من ارتكاب المعاصي؟
قال: فتأملته فإذا هو في كمه الأيمن حصى أبيض، وفي كمه الآخر حصى أسود، فقلت: ماذا الحصى الأبيض والأسود؟
قال: كلما عملت نفسي حسنة أخذت حصاة بيضاء ورميتها في الأسود، وكلما عملت نفسي سيئة أخذت حصاة سوداء ورميتها في الأبيض، فإذا كان الليل حاسبتها، فإذا كان الأسود أكثر من الأبيض علمت أنها سيئات، فأرجع إلى نفسي فأعاقبها وأقطع عنها الأكل والشرب.
وإذا كان الأبيض أكثر من الأسود علمت أنها حسنات عملتها فأنعمها وأطعمها وأسقيها، وهذا دأبي معها إلى أن أفارقها.
2- وقيل: كان بعض الصالحين رضي الله عنهم كلما عمل شيئاً كتبه في لوح، فإذا كان الليل وضع اللوح بين يديه وحاسب نفسه، فلا يزال باكياً نادماً إلى الصباح، وأقام علما ذلك بقية عمره.
3- وسئل الحسن البصري رحمه الله: يا أبا سعيد، كيف رأيت حالك؟ فقال: حال من ينتظر الموت إذا أمسى، وإذا أصبح لا يدري هل يمسي؟ وكيف يمسي؟.
4- وقال سيد التابعين أويس القرني رحمه الله لبعض إخوانه: يا أخي، إذا نمت فاذكر الموت واجعله أمامك، وإذا قمت فلا تنظر لصغر ذنبك، ولكن أنظر إلى من عصيت.
5- وقال أحد العلماء : حضرنا في نزع رجل عالم من العلماء، ما رأيت أشد خشية لله تعالى منه، فلقناه الشهادة، فلما هم أن يقولها فلم يستطع أن يقولها، فسألناه عن ذلك؟ فقال: حيل بيني وبينها، وذلك أني قتلت نفساً في شبابي، فنعوذ بالله من مكره.
اقرأ أيضا:
هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟