اعتنت كتب الأدب بذكر أخبار الحمقى، وصنفت في ذلك التصانيف، والتي سارت بها الركبان في أخبار الحمقى وأجوبتهم، وصارت مادة للتسلية في المجالس ومن ذلك:
1-استعمل معاوية رجلا من كلب، فذكر المجوس يوما، فقال: لعن الله المجوس ينكحون أمهاتهم، والله لو أعطيت عشرة آلاف درهم، ما نكحت أمي فبلغ ذلك معاوية، فقال: قبحه الله! أترونه لو زيد فعل؟.
2- وقال أبو عبيدة: أجريت الخيل فطلع منها فرس سابق، فإذا رجل من النظارة يكر ويثب من الفرح، فقال له رجل إلى جنبه: يا فتى، هذا الفرس فرسك؟ قال: لا،ولكن اللجام لجامي.
3- وأرسل رجل من بنى عجل بن لجيم فرسا في الحلبة،فجاء سابقا،فقال لابنه: يا بنى! بأى شئ أسميه؟ فقال:ياأبت افقأ عينه وسمه "الأعور".
4- وقال أبو كعب القاص في قصصه:إن النبي صلى الله عليه وسلم قال في كبد حمزة ما علمتم، فادعوا الله أن يطعمنا من كبد حمزة.
5- ووقال أيضا في قصصه:إن اسم الذئب الذي أكل يوسف كذا وكذا،قالوا له:فإن يوسف لم يأكله الذئب،قال:فهذا اسم الذئب الذي لم يأكل يوسف.
6- وتلا في قصصه يوما قول الله عز وجل: " يتجرعه ولا يكاد يسيغه.. فقال:اللهم اجعلنا ممن يتجرعه ويسيغه.
7- وقيل لرجل :أيما أفضل غيلان أم معلى؟ قال:معلى، قالوا: ومن أين؟ قال: لأنه لما مات غيلان،ذهب معلى إلى جنازته، فلما مات معلى لم يذهب غيلان إلى جنازته.
8- ورفع رجل من العامة ببغداد إلى بعض ولاتها على جار له أنه يتزندق،فسأله الوالي عن قوله الذي نسبه به إلى الزندق،فقال:هو مرجى قدرى ناصبي رافضى،من الخوارج،يبغض معاوية بن الخطاب الذي قتل على بن العاص.. فقال له ذلك الوالي:ما أدرى على أي شيء أحسدك؟ أعلى علمك بالمقالات،أم على بصرك بالأنساب.
9- وكان قوم من أهل العلم يتناظرون في أمر معاوية وعلى،ويذكرون أبا بكر وعمر.
وكان قريبا منهم رجل من العامة،ينسب إلى أنه من أعقلهم،وكان ذا لحية طويلة،فقال لهم:كم تزيدون وتطيلون في أمر على ومعاوية وفلان وفلان.. فقال له أحد القوم:وتعرف أنت من على ومعاوية وفلان وفلان؟
قال:نعم، أو ليس هو أبو فاطمة؟ قال:ومن كانت فاطمة؟ قال:امرأة النبي صلى الله عليه وسلم بنت عائشة أخت معاوية. قال:فما كان قصة على؟ قال:قتل في غزاة حنين مع النبي صلى الله عليه وسلم.
اقرأ أيضا:
"جزاء سنمار".. تعرف على قصة "سنمار" ولماذا أصبح مضرب الأمثال؟