مع اقتراب عيد الأضحي المبارك تهل علينا سنة نبوية مؤكدة تعد من فضائل العشر الأوائل من ذي الحجة حيث حرص النبي صلي اله عليه علي ذبح الأضحية اقتداء بخليل الرحمن إبراهيم عليه السلام حيث كان الرسول وصحابته رضوان الله عليهم يحرصون علي ذبح الأضاحي عقب أداء صلاة العيد وخلال الايام الثالثة التالية
الأضحية هي اسمٌ لما يُذْبَحُ أو يُنحر من النَّعَمِ في يوم الأضحى، إلي آخر أيام التشريق؛ تقرُّبًا إلى الله تعالى.
والأضحية هي أفضل أعمال يوم النَّحر؛ فقد قال سيدنا رسول الله ﷺ:«مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى الله مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ، إِنَّهُ لَيَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلَافِهَا، وَأَنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ الله بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأَرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا».أخرجه الترمذي.
وقد ثبتت مشروعية الأْضْحِيَّةُ ٌ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ: أَمَّا الْكِتَابُ فَقَوْلُهُ تَعَالَى: "فَصَل لِرَبِّكَ وَانْحَر" سورة الكوثر، قِيل فِي تَفْسِيرِهِا: صَل صَلاَةَ الْعِيدِ وَانْحَرِ الْبُدْنَ، فمن البر والإحسان الذى نبه له الشرع الحكيم في المعاملة مع غير المسلم قوله تعالى ( ( لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) الممتحنة / 8.
السنة النبوية الشريفة كانت حاضرة وبقوة وفق قوله صلى الله عليه وسلم: "ما زال جبريل بوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه"،في تأكيد علي أمكانية توزيع الاضحية علي شخص غير مسلم فقد قال عبد الله بن عمرو بن العاص لغلامه: اذبح الشاة وأطعم جارنا اليهودي، ثم تحدث ساعـة، فقال: يا غلام: إذا ذبحت الشاة فأطعم جارنا اليهودي، فقال الغلام: قد آذيتنا بجارك هذا اليهودي! فقال عبد الله بن عمرو: ويحك - كلمة ترحم وتوجع - إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل يوصينا بالجار حتى ظننا أنه سيورثه، وغير ذلك الكثير من الأدلة التي ترغب في إكرام الجار وترهب من إذايته وعدم الاهتمام بـــــــه.
ومن البديهي التأكيد ان هناك ادابا وسنا نبوية لقيام بذبح الأضحية منها أنه يستحب للمضحي أن يُمسك عن أخذ شيء من شعره سواء كان شعر الرأس، أم اللحية والشارب، أم غير ذلك من شعر البدن، كما يُستحب له الامتناعُ عن قصِّ أظافر يديه وقدميه بداية من رؤية هلال ذي الحجة إلى أن يُضحي؛ لقول سيدنا رسول الله ﷺ: «إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا». أخرجه مسلم
• ويُستَحبُّ للمضحّي أن ينتقي أفضلَ الأضاحي، وأسلمها من العيوب ويُستحَبُّ أن يُظهِر أُضْحِيته قبل يوم النَّحر بأيام إن تيَسَّر ذلك، ولم يكن فيه إضرار، وقد عبَّرَ عن ذلك فقهاء الحنفية بربطِها قبل يوم النَّحر إظهارًا لتلك الشَّعيرة العظيمة فضلا عن استحباب أن يأكل المُضحي من أضحيته بعد صلاة العيد.
وهناك كذلك حكم عديد من تشريع الأضحية منها أنها شُرعت الأضحية شكرًا لله على نعمهِ، وتقرّبًا إليه تعالى، واستجابةً لأمرفضلا عن أن في الأُضْحِية توسعة على النّفس والأهل والمساكين، وصلةٌ للرحم، وإكرامٌ للضَّيف، للجار، وصدقةٌ للفقير، وفيها تحدُّثٌ بنعمة الله تعالى على العبد وتودُّدٌ.
فالأُضْحِية تأتي كذلك إحياءٌ لسنَّة سيدنا إبراهيم الخليل عليه الصّلاة والسّلام حين أمره الله عز وجل بذبح الفداء عن ولده إسماعيل عليه الصّلاة والسّلام في يوم النّحر.