الحجر الأسود حجر الزاوية للكعبة المشرفة فهو الحجر الأكثر إجلالاً على وجه الأرض. ويحرص المسلمون في الحج والعمرة على تقبيله اقتداءً بفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد قال عنه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك”.
الحجر الأسود من أحجار الجنّة وياقوتها، كان لونه قبل أن ينزل إلى الأرض أبيض مُتلألِئاً، فطمس الله نورَه، وقد ثبت ذلك من حديث النبي - صلّى الله عليه وسلّم - الذي يرويه عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - : إنّ الحِجرَ والمقامَ ياقوتتانِ من ياقوتِ الجنةِ، طمس اللهُ نورَهما، ولولا ذلك لأضاءَا ما بينَ المشرقِ والمغربِ ".
ومن خصائص الحجر الأسود أنه يطفو فوق الماء ولا يحمى بالنار ويتكون من عدة أحجار صغيرة في حجم التمرات.
يُحاذي الحجر الأسود في موقعه الرُّكن اليمانيّ إلى الناحية الشرقية منه، ويعد جزءاً من أركان الكعبة المُشرَّفة الأربع، وهو النُّقطة التي يبدأ منها الطّواف وبها ينتهي، وقد أخذ المُسلمون ذلك النُّسك من فعل الرّسول - صلّى الله عليه وسلّم - كما يُشرَع لمن طاف بالبيت العتيق أن يبتدئ بتقبيل الحجر الأسود إذا أمكنه ذلك، وكلّما مرّ به في بداية كلّ شوطٍ من أشواط الطّواف التزمه بالتقبيل إن تمكّن لفِعل النبيّ - عليه أفضل الصلاة والتسليم ".
"يتكون الحجر الأسود من ثماني قطع من الجزء المتبقي منه في ظاهره مجموعاً بعضها إلى بعض بأشكال متفاوتة".
لماذا لم يعد الحجر الأسود حجرًا كاملًا؟ يرجع هذا للتاريخ المضطرب الذي مر به الحجر، فقد كانت هناك محاولات عدة لانتزاعه من مكانه وسرقته. وقد تضرر أثناء حصار مكة في عام 683 م، حين احترقت الكعبة بشدة على يد الجيش الأموي.
عند الشروع في الطواف حول الكعبة، يمكنك محاولة استلام الحجر بيدك وتقبيله، فإن لم تستطع الوصول إليه، فيكفيك لمس الحجر بيدك ثم تقبّل يدك، وإن لم تستطع الوصول إليه بيدك، فيُسَنُّ لك الإشارة إلى الحجر بيدك اليمنى .