جميعنا يتمنى الجنة، وحاول الفوز وفعل كل ما يؤدي بنا إلى الاقتراب منها، إن في القول والفعل، لكن يظل بداخل كل منا بعض الشك في الأمر، والخوف من لقاء الله، جراء الذنوب التي نقع فيها يوميًا.. لوم النفس من حسن إسلام المرء.. لكن أيضًا علينا اليقين في الله عز وجل.
النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، علمنا في أكثر من حديث، كيف الوصول إلى الجنة، فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، قال : «عرضت علي الأمم، فرأيت النبي ومعه الرهيط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد، إذ رفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي، فقيل لي هذا موسى وقومه، ولكن انظر إلى الأفق، فنظرت فإذا سواد عظيم، فقيل لي انظر إلى الأفق الآخر، فإذا سوادٌ عظيم، فقيل: لي هذه أمتك ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، ثم نهض فدخل منزله »، فخاض الناس في أولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، فقال بعضهم: فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال بعضهم: فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام فلم يشركوا بالله، وذكروا أشياء، فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «ما الذي تخوضون فيه؟»، فأخبروه فقال: «هم الذي لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون» ، فقام عكاشة بن محصن رضي الله عنه فقال: ادع الله لي أن يجعلني منهم، فقال: «أنت منهم» ، ثم قام رجل آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: «سبقك بها عكاشة».
الجنة الأقرب إليك
الجنة ليست ببعيدة عنا، حتى تخشى من عدم الوصول إليها، فهي الأقرب لنا من النار، هي لاشك النعيم والسرور، وانتظارها من فطرة الإنسان، وخصوصًا المسلم.
في صحيح مسلم عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «أن أهل الجنة إذا دخلوها نادى مناد: يا أهل الجنة إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبداً، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبداً، وإن لكم أن تنعموا فلا تبئسوا أبدًا».
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهااعمل للجنة تفز بها
العمل للجنة، لا يحتاج لشرح طويل، وإنما يحتاج ليقين كبير في الله، في أن كل ما تفعله لابد أن يكون لرضاه وثقة فيه وحده سبحانه، فمن يستمع لمصير أهل الجنة، فإنما يتمناها ويسعى إليها ولو على بعد مائة عام، ففي الحديث يقول الله سبحانه وتعالى لأهل الجنة: «يا أهل الجنة، فيقولون: لبيك ربنا وسعديك، والخير في يديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى يا رب وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدًا من خلقك، فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك، فيقولون: يا رب وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني، يا أهل الجنة هل رضيتم؟ أعطيكم أكثر من هذا، فتنكشف الحجب، فينظرون عياناً إليه تعالى، فيشغلهم عن كل نعيم، وعن كل لذة»، تأكيدًا لقوله تعالى: «وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ » (القيامة: 22-23).