كان النبي صلى الله عليه وسلم حب الحسن من الأسماء، لذلك غيّر الكثير من أسماء الصحابة.
كما كان صلى الله عليه وسلم يتيمن خيرا بالاسم الحسن في سفره وحروبه.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل الصالح، والكلمة الطيبة».
الفأل الحسن وتركه التطير:
يقول الصحابي بريدة- رضي الله تعالى عنه- : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتطيّر من شيء، ولكنه كان إذا أراد أن يأتي أرضا سأل عن اسمها، فإن كان حسنا فرح به، ورؤي البشر في وجهه، وإن كان قبيحا رؤي كراهية ذلك في وجهه، فكان إذا بعث رجلا سأل عن اسمه فإن كان حسن فرح له، ورؤي البشر في وجهه، وإن كان قبيحا رؤي كراهية ذلك في وجه.
وعن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتفأل ولا يتطير، ويعجبه كل اسم حسن.
ويقول الصحابي أبو هريرة- رضي الله تعالى عنه- إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع كلمة فأعجبته قال: «أخذنا فألك من فيك» .
وعن أنس- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعجبه إذا خرج لحاجة أن يسمع يا راشد، يا نجيح.
وروى عن أبي حدرة- رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يسوق إبلنا هذه؟ أو قال: من يبلغ هذه؟ قال رجل: أنا فقال ما اسمك؟
قال: فلان. قال: اجلس ثم قام آخر، فقال فلان فقال اجلس ثم قام آخر، فقال: ما اسمك؟ قال: ناجية، قال: أنت لها فَسُقْها.
وعن عبد الله بن بريدة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا أبردتم بريدا، فأبردوه حسن الوجه حسن الاسم .
اقرأ أيضا:
ماذا تعرف عن الريح التي تقبض أرواح المؤمنين؟الفأل في الشرب:
كما روى الصحابي عقبة بن عامر- رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من يبلغنا من لقاحنا؟» فقام رجل، فقال: أنا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما اسمك؟ قال: صخر أو جندل.
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اجلس، ثم قال: «من يبلغنا من لقاحنا؟» فقام رجل آخر، فقال: أنا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما اسمك؟ قال: يعيش، قال: «بلغنا من لقاحنا» .
ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ناقة يوما فقال من يحلب هذه؟ فقام رجل، فقال: أنا، فقال له: ما اسمك؟ فقال الرجل: مرة فقال له: اجلس، ثم قال: «من يحلب هذه؟» فقال رجل آخر: أنا، فقال: «ما اسمك؟».
فقال: جمرة، فقال له: اجلس، ثم قال: «من يحلب هذه؟» فقال رجل: أنا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما اسمك؟ فقال: يعيش، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم «احلبها» .
فأل حسن في الهجرة:
ولما قريش جعلت مائة من الإبل لمن يأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث توجه إلى المدينة، ، فركب بريدة في سبعين راكبا من قريش، فتلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له نبي الله صلى الله عليه وسلم: من أنت؟
قال: أنا بريدة، فالتفت إلى أبي بكر- رضي الله تعالى عنه- فقال: يا أبا بكر، برد أمرنا وصلح قال وممن أنت؟ قال: من أسلم، فقال لأبي بكر: سلمنا، قال: وممن؟ قال: من بني سهم، قال: خرج سهمك، فأسلم بريدة، وأسلم الذين معه.
وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول: هاكها خضرة، فقال رسول الله: «يا لبيك، نحن أخذنا ذلك من فيك اخرجوا بنا إلى خضرة» ، فخرجوا إليها فما سلّ فيها سيف.
ورواه أبو نعيم في الطب من حديث عبد الله بن كثير المزني عن أبيه عن جده.