بدأ ضيوف الرحمن، الأربعاء، مناسك الحج بأداء طواف القدوم بالحرم المكي، في مستهل أول أيام الشعيرة التي تشهد موسما "استثنائيا" في ظل جائحة كورونا.
ويتجه حجاج بيت الله الحرام اليوم الموافق الثامن من ذي الحجة، بعد أداء طواف القدوم، إلى صعيد منى لقضاء يوم التروية اقتداءً بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وتأتي مناسك الحج الاستثنائي هذا العام، في ظل تغييرات كبيرة فرضتها جائحة كورونا، إذ يقتصر عدد الحجاج على نحو 10 آلاف من داخل المملكة فحسب، وهو عدد محدود جدا مقارنة بنحو 2.5 مليون حاج العام الماضي.
وتحدّدت نسبة الحجاج غير السعوديين من المقيمين داخل المملكة بـ70 بالمائة، ونسبة السعوديين 30 بالمائة، أغلبهم من الممارسين الصحيين ورجال الأمن.
كما استبقت السلطات بدء مناسك الحج بإجراء فحوص كورونا لجميع ضيوف الرحمن، قبل إخضاعهم لحجر صحي في فنادق مكة لمدة 5 أيام.
واليوم، غادر الحجاج الحجر الصحي متوجهين إلى ميقات "السيل"، على بعد نحو 75 كم من مكة، للاغتسال والتلفظ بنية أداء الحج، قبل التوجه إلى المسجد الحرام لأداء طواف القدوم.
وفي المسجد الحرام، بدأ الحجاج طواف القدوم، مع الحفاظ على مسافة التباعد الاجتماعي للوقاية من كورونا.
إذ حددت السلطات مسارات للطواف، مع وضع علامات لضمان حفاظ ضيوف الرحمن على هذه المسافة.
كما أعلنت السلطات تجهيز سجادة صلاة لكل حاج، ضمن حملة "خدمة الحاج والزائر وسام شرف لنا" التي أطلقتها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.
وتستعد مدينة الخيام بمشعر منى لاستقبال حجاج بيت الله الحرام لقضاء يوم التروية، استعدادا للصعود إلى مشعر عرفات فجر (الخميس) التاسع من ذي الحجة، والعودة بعد ذلك لقضاء أيام التشريق بها.
ويقضي حجاج بيت الله الحرام، يوم التروية في مشعر منى، على بعد 7 كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام، وسمي يوم التروية لأن الناس كانوا يرتوون فيه من الماء، ويحملون منه ما يحتاجون إليه.
والثلاثاء، شددت السلطات السعودية إجراءات التعقيم في المناطق المحيطة بالكعبة الشريفة وسط المسجد الحرام، وفرضت تعليمات بمنع الحجاج من لمس كسوة الكعبة.
ومن المقرر أن يتدفق الحجاج صباح الخميس التاسع من ذي الحجة إلى صعيد جبل عرفة على بعد 12 كيلومترا من مكة، ليشهدوا الوقفة الكبرى ويقضوا الركن الأعظم من أركان الحج، وهو الوقوف بعرفة، ثم ينفر الحجيج مع مغيب شمس يوم عرفات إلى مزدلفة.
ويعود الحجاج إلى منى صبيحة اليوم العاشر من ذي الحجة لرمي جمرة العقبة والنحر، ثم الحلق والتقصير والتوجه إلى مكة لأداء طواف الإفاضة.
ويقضي الحجاج في منى أيام التشريق الثلاثة (11 و12 و13 من ذي الحجة) لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة (الكبرى).
ويمكن للمتعجل من الحجاج اختصارها إلى يومين فقط، حيث يتوجه إلى مكة لأداء طواف الوداع وهو آخر مناسك الحج.