هل تسائلت يوما عن مصير كوكب الأرض إذا أختفي النحل ولم يعد موجودا؟، في البداية وكنتيجة مباشرة سيختفي معه عدة أشياء أولها العسل ثم الزهور وهناك التفاح، والافوكادو، والكرز، والفلفل الأحمر، والشيكولاتة، والقهوة، والكمثرى، والياقطين، والبطيخ، وهذه ليست مجرد نماذج أولية، فالقائمة تطول لتصل لـ170 ألف نبات يعتمد على النحل في عملية التلقيح.
وإذا لم يكن النحل موجودًا في عالمنا اليوم، فسيبدو مكانًا مختلفًا تمامًا، ولن تكون حياتنا هي نفسها تقريبًا أيضًا، فهذه الحشرات الكادحة موجودة منذ ما يقرب من 125 مليون سنة -تزيد أو تقل 15 مليون سنة-، وعلى الرغم من أن أعداد النحل آخذة في الانخفاض للأسف، إلا أن الناجين الباقين يواصلون العمل كمصادر لا تقدر بثمن لكوكبنا وسكانه الآخرين بطرق عديدة.
وتدين كل من النباتات والحيوانات على حد سواء بالكثير من الشكر لنحل العالم، ولكن ربما يدين البشر لهم بأكبر تقدير، وقد بدأت علاقتنا مع النحل في وقت مبكر، وتحديدا من عام 6000 قبل الميلاد، في إسبانيا، عندما بدأ البشر في الاستفادة من العسل الذي ينتجه النحل، ومنذ ذلك الحين، ونحن نستفيد من عسلهم كمصدر للغذاء والدواء، وبالطبع هو سبب رئيسي في حصولنا علي هذا التنوع من الفواكه والخضروات والمكسرات.
وبعد أن تيقنا من أن النحل مخلوقات خارقة، دعنا نفحص الطرق التي تفيد بها حياتنا وسكان كوكب الأرض الآخرين، وفقا لما ذكره تقرير موقع onegreenplanet.
يفيد النباتات من خلال المساعدة في تكاثرها
الملقحات الحشرية مثل النحل والنباتات الحاملة للأزهار، هي مثال ممتاز للعلاقة التكافلية في الطبيعة، فكلاهما لهما شيء آخر يحتاجانه ثم يتشاركان معًا على حد سواء ، وبالتالي يفيد كلاهما.
يحتاج النحل إلى حبوب اللقاح والرحيق لصنع الغذاء والعسل، وتحتاج الأزهار إلى نقل حبوب اللقاح إلى أزهار أخرى، ثم يتم نقل حبوب لقاح زهرة أخرى إليها من أجل التكاثر وصنع البذور، وبمجرد التنقل من زهرة إلى زهرة، يحقق النحل هذه الاحتياجات لكلا الطرفين بسهولة.
اقرأ أيضا:
من عجائب إكرام الضيف| أكل عنده الشافعي فأعتق الجارية فرحًايفيد البشر من خلال تقديم الخدمات الزراعية
تم توثيق الفوائد الزراعية للنحل بشكل جيد؛ وخدمات التلقيح لمحاصيلنا الزراعية هي المسؤولة عن واحدة من كل ثلاث قضمات من الطعام الذي نتناوله.
في الواقع ، النحل مسؤول عن تلقيح أكثر من 90% من محاصيلنا المزهرة المفضلة تقليديًا، مثل التفاح والهليون والأفوكادو والتوت والبروكلي والكرفس والكرز ومحاصيل الحمضيات والتوت البري والخيار والكيوي والبطيخ، على سبيل المثال لا الحصر.
وما يقدر بنحو 80% من المواد الغذائية في محلات البقالة متوفرة على الرفوف، وذلك بفضل المحاصيل الملقحة بالنحل.
كما يفيد النحل الحيوانات الأخرى (بما في ذلك البشر) من خلال توفير الغذاء، وربما أصبح البشر أكثر المخلوقات كفاءة عندما يتعلق الأمر بالحصول على العسل.
وربما تكون الدببة أكثر غزاة الخلية شهرة، لكن الحيوانات الأخرى مثل الطيور والخفافيش والراكون والظربان والأبوسوم والحشرات التي لا تعد ولا تحصى، ليست سوى عدد قليل من السكان البرية الآخرين الذين سيستفيدون بسهولة من محتويات خلية مفتوحة مكسورة حديثًا، وفي كثير من الأحيان لن يتم تناول العسل فقط، ولكن أيضًا يرقات النحل المليئة بالطاقة والبروتين.
اقرأ أيضا:
ما هو الفرق بين البيت العتيق والبيت المعمور؟ ومكان كل منهما؟يفيد الكائنات الحية من خلال التصرف كمؤشر بيئي
يعد الانخفاض الغامض في أعداد النحل في جميع أنحاء العالم علامة واضحة على أن شيئًا ما ينحرف في البيئة.
وأحد المشتبه بهم الرئيسيين في نفوق النحل هو مجموعة جديدة خطيرة من المبيدات الحشرية تسمى نيونيكوتينويدس، حيث تم العثور على هذه المادة القاتلة المنتشرة في المحاصيل من الذرة إلى اللوز، حيث يُعتقد أنها تلحق الضرر بالجهاز المناعي للنحل، مما يجعلها عرضة للإصابة بالأمراض بشكل غير عادي، وهو ما يعد مؤشراً واضحاً على حدوث شيء غير صحي وغير متوازن في بيئتنا.
اقرأ أيضا:
التقويم الهجري القمري.. تقويم رباني معجز لا يخضع مساره لتغيير البشر اقرأ أيضا:
وبدأ موسم الرمان.. فوائد سحرية لقلبك ومناعتك والوقاية من هذه الأمراض