حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنه أم المؤمنين إحدى زوجات الرسول صلي الله عليه وسلم ، هي ابنة الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب وشقيقة الصحابي عبد الله بن عمر.
أم المؤمنين حفصة ولدت في مكة، ثم هاجرت مع زوجها الأول خنيس بن حذافة السهمي إلى المدينة المنورة، ثم تزوجها النبي محمد بعد وفاة زوجها الأول إثر جروح أصابته في غزوة احد.
السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ولدت قبل البعثة النبوية بخمسة أعوام وتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم سنة ثلاث من الهجرة بعد أن توفي زوجها حيث ترملت ولها من العمر عشرون سنة
أم المؤمنين حفصة هي أكبر أبناء عمر بن الخطاب سناً، ولها العديد من الإخوة أشهرهم أخوها لأبيها وأمها عبد الله ولهما أخ آخر شقيق اسمه عبد الرحمن الأكبر تمييزًا له عن أخوين آخرين من أبناء عمر بن الخطاب ثلاثتهم يحملون نفس الاسم عبد الرحمن. وقد أشار ابن سعد في طبقاته إلى أخت لحفصة تسمى فاطمة، ولم يرد ذكرها في أي كتاب أخر.
(وكان لزواج السيدة حفظة مقدمات خصوصا بعد ترملها من زوجها حيث تألم أبوهاعمر بن الخطاب رضي الله عنه لا بنته الشابة كثيراً ولألمها وعزلتها وبعد انقضاءعدتها أخذ يفكر لها بزوج جديد ولما مرت الأيام ولم يخطبها أحد قام بعرضها على أبي بكر رضي الله عنه فلم يجبه بشيء وعرضها على عثمان بن عفان رضي الله عنه فقال : ( بدا لي اليوم ألا أتزوج ) فحزن عليهما وانكسر وشكا حالة إلى الرسول.
الرسول صلي الله عليه وسلم رد علي حزن عمر بن الخطاب رضي الله عنه : (يتزوج حفصة من هو خير من عثمان ويتزوج عثمان هن خير من حفصة ومع أن عمر رضي الله عنه من لم يفهم كلام الرسول الكريم إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم خطبها ونال عمر شرف مصاهرة النبي صلى الله عليه وسلم .
الرسول صلي الله عليه وسلم دخل بأم المؤمنين حفصة بيت النبي صلى الله عليه وسلم رابعة الزوجات في بيوتاته عليه الصلاة والسلام بعد سودة وعائشة أما سودة فرحبت بها راضية وأما عائشة فحارت ماذا تصنع بابنة الفاروق عمر وسكتت أمام هذا الزواج المفاجىء الذي تقتطع فيه حفصة ثلث أيامها مع الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن هذه الغيرة تضاءلت مع قدوم زوجات أخريات فلم يسعها إلا أن تصافيها الود وتسر حفصة لود ضرتها عائشة وعندهاحذر عمر بن الخطاب ابنته من هذا الحلف الداخلي ومن مسايرة حفصة لعائشة فقال لها " : ياحفصة أين أنت من عائشة وأين أبوك من أبيها؟
وذات يوم سمع عمر رضي الله عنه يوما من زوجته أن حفصة تراجع الرسول صلى الله عليه وسلم بالكلام فمضى إليها غاضباً وزجرها قائلاً: " تعلمين أني أحذرك عقوبة الله وغضب رسوله يابنية لا يغرنك هذه التي أعجبها حسنها وحب الرسول صلى الله عليه وسلم إياها والله لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا أنا لطلقك ولكن على الرغم من تحذير أبيها لها كانت تتمتع حفصة بجرأة أدبية كبيرة فقد كانت كاتبة ذات فصاحة .
من المفارقات العجيبة في هذا السياق قيام الرسول صلي الله عليه وسلم بتطليق زوجته حفصة الصوامة القوأمة فجاء بسبب إفشائها لسره الذي أسر إليها حين وجدت معه أم إبراهيم في بيتها ويومها، قال تعالى: وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ
وقد اجتهد بعض كتاب السير في أن الرسول أسر لأم المؤمنين حفظة بسر مفاده أن سيدنا أبو بكر وسيدنا عمر بن رضي الله عنه سيتولان الخلافة من بعده وهو ما افشته حفصة فما كان من النبي الإ أن طلقها طلقة رجعية عقابا لها علي إفشائها لسر ائتمنها عليه .
ومن مآثر أم المؤمنين التي توفيت عام 41هجرية أنهاكانت تعكف علي على تلاوة المصحف وتدبره والتأمل فيه مما أثار انتباه أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه مما جعله يوصي إلى ابنته ( حفصة ) بالمصحف الشريف الذي كتب في عهد أبي بكر الصديق ولما أجمع الصحابة على أمر أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه في جمع الناس على مصحف إمام ينسخون منه مصاحفهم أرسل أمير المؤمنين عثمان إلى أم المؤمنين حفصة رضي الله عنهما أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ) فحفظت أم المؤمنين الوديعة الغالية بكل أمانة وصانتها ورعتها.