كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يقول الشعر، ولكنه كان يحب الجيد منه، ويستمع إلى أصحابه وهم ينشدون الأشعار، وهو يبتسم.
يقول أحد التابعين : قلت لجابر بن سمرة- رضي الله تعالى عنه-: أكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نعم كان أصحابه يتناشدون الشعر، ويتذاكرون شيئا من أمر الجاهلية، وهو ساكت وربما تبسم معهم.
وعن جابر بن سمرة- رضي الله تعالى عنه- قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم طويل الصمت، قليل الضحك، وكان أصحابه- رضي الله تعالى عنهم- يذكرون عنده الشعر، وأشياء من أمورهم فيضحكون، وربما تبسم.
وروي أيضا عنه قال: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من مائة مرة في المسجد وأصحابه يتذاكرون الشعر، وأشياء من الجاهلية، فربما تبسم معهم.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهااللهم أيده بروح القدس
ومرّ عمر- رضي الله تعالى عنه- بحسان بن ثابت، وهو ينشد الشعر في المسجد، فلحظ إليه شرارا فقال: قد كنت أنشد الشعر فيه، وفيه من هو خير منك، ثم التفت إلى أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- فقال: أنشدك الله، أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أجب عني، اللهم أيده بروح القدس، قال: اللهم نعم.
وروى الأسود بن سريع- رضي الله تعالى عنه- قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إني حمدت ربي- عز وجل- بمحامد ومدح وإياك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما إن ربك يحب المدح، هات ما حمدت به ربك تعالى، قال: فجعلت أنشده الشعر.
وأتى النابغة الجعدي الشاعر، رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنشده :
وإنا لقوم ما نعود خيلنا .. إذا ما التقينا أن نحيد وتنفرا
بلغنا السماء مجدنا وجدودنا .. وإنا لنبغي فوق ذلك مظهرا
قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إلى أين؟» قلت: إلى الجنة، قال: «نعم إن شاء الله».
قال: فأنشدته:
ولا خير في حلم إذا لم يكن له .. بوادر تحمي صفوه أن يكدّرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له .. أريب إذا ما أورد الأمر أصدرا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يفضض الله فاك» قال: فكان أحسن الناس ثغرا، فكان إذا سقطت له سن نبت له مكانها أخرى.