لم تكن الهجرة النبوية الشريفة حادثًا مفاجئًا ولا تلقائيًا ، ولكن سبقتها أحداث وخطط وضعها النبي صلى الله عليه وسلم مهدت لها الطريق وصنعت نجاحها لتفتح الطريق لنشر الدعوة الإسلامية وإقامة دولة الإسلام ، ومن هذه الأحداث:
2- وفاة أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها في تلك السنة نفسها ، وقد كانت خديجة تخفف عن الرسول همومه وأحزانه لما يلقاه من عداء قريش ، فلما ماتت حزن عليها حزناً شديداً ، وسمي ذلك العام الذي مات فيه عمه أبو طالب وزوجه خديجة : "عام الحزن " .
3- ولما اشتد على الرسول كيد قريش وأذاها بعد وفاة عمه وزوجه ، توجه إلى الطائف لعله يجد في ثقيف حسن الإصغاء لدعوته والانتصار لها ، ولكنهم ردوه رداً غير جميل ، وأغروا به صبيانهم ، فقذفوه بالحجارة حتى سال الدم من قدميه الطاهرتين ، ثم التجأ إلى بستان من بساتين الطائف ، وتوجه إلى الله بهذا الدعاء الخاشع : " اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس يا أرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين ، وأنت ربي ، إلى من تكلني ؟ إلى بعيد يتجهمني ؟ أو إلى عدو ملكته أمري ؟ ان لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ، ولكن عافيتك هي أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك ، أو تحل بي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك " .
4- عودة رسول الله صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطائف دون أن تستجيب ثقيف لدعوته ، اللهم الا ما كان من اسلام " عداس " غلام عتبة وشيبة ابني ربيعة ، وكان غلاماً نصرانياً ، طلب إليه سيداه أن يقدم قطفاً من العنب إلى الرسول وهو في البستان لما رأيا من إعيائه وتهجم ثقيف عليه فلما قدم عداس العنب للرسول صلى الله عليه وسلم أخذ الرسول بيداً في أكلمه قائلا : باسم الله ، فلفت ذلك نظر عداس ، اذ لا يوجد في القوم من يقول مثل هذا . وبعد حديث بين عداس والنبي اسلم عداس .
5- وقعت معجزة الإسراء والمعراج وقد أختلف في تاريخ وقوعها ، والمؤكد أنها وقعت قبل الهجرة في السنة العاشرة من بعثته أو بعدها ، والصحيح الذي عليه جماهير العلماء أنهما وقعا في ليلة واحدة يقظة بالجسد والروح ، اسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، ثم عرج به إلى السماوات العلى ، ثم عاد بيته في مكة تلك الليلة ، وأخبر قريشاً بأمر المعجزة ، فهزئت وسخرت ، وصدقه أبو بكر وأقوياء الإيمان .
6- الهجرة إلى الحبشة في السنة الثامنة من البعثة وكانت الهجرة إلى أرض الحبشة مرتين، فكان عدد المهاجرين في المرة الأولى اثني عشر رجلاً وأربع نسوة، ثم رجعوا عندما بلغهم عن المشركين سجودهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عند قراءة سورة والنجم، فلقوا من المشركين أشد مما عهدوا، فهاجروا ثانية، وكانوا ثلاثة وثمانين رجلاً، إن كان فيهم عمار ففيه خلاف بين أهل النقل، وثماني عشرة امرأة، إحدى عشرة قرشيات، وسبعاً غرباء.
7- وفي أثناء مرور الرسول صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على القبائل في موسم الحج ، كعادته في كل عام ـ لدعوتهم إلى الإسلام وترك عبادة الاوثان ، وبينما هو عند العقبة التي ترمي عندها الجمار لقي رهطاً من الأوس والخزرج ، فدعاهم إلى الإسلام ، فأسلموا ، وكان عددهم سبعة ، ثم عادوا إلى المدينة ، فذكروا لقومهم النبي صلى الله عليه وسلم ، وما دانوا به من الإسلام .
8- وفي العام التالي لاثنتي عشر سنة من البعثة و فى موسم الحج جاء اثنا عشر رجلا من الأنصار ، فاجتمعوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وبايعوه ، فلما عادوا أرسل معهم مصعب بن عمير إلى المدينة ليقرئ المسلمين فيها القرآن ، ويعلمهم الإسلام ، فانتشر الإسلام في المدينة انتشاراً كبيراً ، فكانت هذه بيعة العقبة الأولى.
9- وفي العام الذي يليه حضر من الأنصار جماعة في موسم الحج فاجتمعوا بالنبي صلى الله عليه وسلم مستخفين وكانوا سبعين رجلاً وامرأتين ، وبايعوه على النصرة والتأييد ، وعلى أن يمنعوه مما يمنعوه منه نساءهم وأبناءهم ، وعادوا إلى المدينة بعد أن اختار منهم أثنى عشر نقيباً يكونون على قومهم، فكانت هذه بيعة العقبة الثانية .
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهااقرأ أيضا:
الحسن بن علي هكذا تصرف سبط النبي عندما قطع معاوية عطاءه .. أعظم صور اليقين بالله .. تعرف علي القصة