مع بداية العام الهجري الجديد، دائما ما تحفز البدايات على التغيير للأصلح، بهمة عالية وانطلاقة جديدة تستدرك الأخطاء المرتكبة خلال الماضي، لذلك يعد العام الجديد فرصة نحو تحقيق الأفضل، ولكي نصحح من أخطائنا في الأعوام الماضية يجب أن نحدد أهدافنا في العام القادم بإيجابية، وننطلق من إنجازاتنا في العام الفائت لنكمل ما بدأناه، وألا نتذكر اللحظات السلبية بل نجعلها دروساً لانطلاقة جديدة.

ومع قرب بداية السنة الجديدة من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، نستقبل حياة جديدة نريد أن نغير أنفسنا لله وفى سبيل الله، وحتى يعلم الله سبحانه وتعالى ما في قلوبنا فينزل السكينة عليها، نسأله سبحانه وتعالى أن يعيننا على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وأن نؤمن في قلوبنا أن له عاقبة الأمر من قبل ومن بعد، وأنه لا إله إلا هو، لا نتوكل إلا عليه ،ولا نؤمن إلا به ،ولا نرجوا الخير إلا منه.

وتضرب لنا هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، المثل والقدوة في التغيير للأصلح، وكيف أنه خرج من ديار أبى أهلها أن يؤمنوا بالله، إلى ديار أمن أهلها بالله ؛فانتقل من دار الكفر إلى دار الإسلام، ومن جماعة الكافرين المشركين إلى جماعة المؤمنين الموحدين.

اقرأ أيضا:

"إن كان قال فقد صدق" قالها أبو بكر ولزمها الصحابة.. هكذا كانوا يتعاملون مع رسول الله

الهجرة من المعصية إلى التوبة

يروى أن رجل قد قتل تسعة وتسعين نفساً فيمن كان قبلنا فسأل عابداً هل لي من توبة ؟ قال : لا؟ فقتله فأكمل به المائة، فسأل عالماً : هل لي من توبة ؟ قال : ومن ذا الذى يحجزك عن الله؟ تب إلى الله لكنى أراك بأرض قوم سوء -لأنهم لم يأخذوا على يده ولم يأمروه بالمعروف ولم ينهوه عن المنكر- فانتقل إلى أرض غير أرضه التي كان يعيش بها، وكان فيها أقواماً يعبدون الله ، فانتقل فمات في الطريق، انتقل أي هاجر كما هاجر سيدنا موسى فراراً من فرعون ؛وكما هاجر سيدنا إبراهيم {وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي} {وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ}، وكما هاجرت الأنبياء من قبل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

اطلع الله على ما في قلوبهم فأيدهم ونصرهم وغيرهم وتقبل منهم، فكيف يمكن لنا أن نبدأ ذلك ونغير من أنفسنا هجرة لله تعالى؟:

- استفد من الوقت وحاول استثماره قدر استطاعتك، لذلك اجعل من العام القادم فرصة تتخلص فيها من جميع الأعباء التي تهدر الوقت.

- اجعل عامك القادم فرصة لتكوين عادات جديدة كالتعليم الذاتي والتطوير الشخصي، واكتساب مهارات شخصية جديدة.

- احرص على القراءة واجعلها عادة محببة لك خلال العام الجديد.

- الاستيقاظ الباكر والرياضة الصباحية، وتناول الطعام الصحي وأخذ قسط كاف من الراحة والنوم، والمحافظة على الراحة النفسية والاعتياد على الابتسامة رغم جميع الظروف، مع المحافظة على النشاط والطاقة.

- اجعل عامك الجديد فرصة تتخلص فيه من الكلمات السلبية المحبطة مثل مستحيل وصعب وغير ممكن، واستبدلها بكلمات إيجابية فتغيير المصطلحات قد يغيّر الحياة من حولك.

- تجاهل كل من يبعدك عن أسباب سعادتك، وخفف من الشكوى والتذمر وكن منظماً وتحكم بنفسك أكثر، وقدم المساعدة للآخرين لتتمتع بعد هذا كله بعام جديد وسعيد.

- بادر بتجديد حياتك ، وهاجر في سبيل الله من حال إلى حال، فقد خفف الله عنك ، وهذه فرصة للفرار إلى الله تعالى {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ} جميعاً .