كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل أصحاب المهارات واللياقة البدنية في القتال، والتي كانت لها دور في القبول متغاضيا عن شرط السن ، حيث كان يرد الغلمان، خوفا عليهم.
وقد كان يعرض عليه صلى الله عليه وسلم المقاتلة فيرد من لا يصلح للقتال.
وكان يعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم غلمان الأنصار في كل عام، فمن بلغ منهم بعثه، فعرضهم ذات عام فمر به غلام فبعثه في البعث وعرض عليه سمرة بن جندب من بعده فرده.
فقال سمرة يا رسول الله، أجزت غلاما ورددتني، ولو صارعني لصرعته، فقال: فدونك فصارعه، فصارعته فأجازني في البعث.
وعن رافع بن خديج- رضي الله عنه- قال: جئت أنا وعمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يريد بدرا، فقلت: يا رسول الله، إني أريد أن أخرج معك، فجعل يقبض يده، ويقول: إني أستصغرك ولا أدري ماذا تصنع إذا لاقيت القوم؟ فقلت أتعلم أني أرمى من رمى، فردني، فلم أشهد بدرا.
وروى عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- قال: عرضني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة سنة فلم يجزني، وعرضني يوم الخندق وأنا ابن خمسة عشرة سنة فأجازني.
كما كان يرد صلى الله عليه وسلم من لم يستأذن أبويه، حيث روي عن أبي سعيد بن مالك الخدري- رضي الله تعالى عنهما- أن رجلا هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن.
فقال: هل لك أحد ممن باليمن فقال: أبواي؟ فقال: أذنا لك؟ قال: لا، قال: ارجع إليهما، فاستأذنهما، فإن أذنا لك فجاهد وإلا فبرّهما.
وروى معاوية بن جاهمة السلمي أن جاهمة جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني أردت الغزو وجئتك أستشيرك، فقال، هل لك من أم؟ قال: نعم، فقال: الزمها، فإن الجنة تحت رجليها .
عن عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله تعالى عنهما- قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد، فقال: أحيّ والداك؟ قال: نعم، فقال: ففيهما فجاهد.
وروى عبد الله بن عمر بن الخطاب- رضي الله تعالى عنهما- قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أريد أن أبايعك على الجهاد، فقال: أحي والداك؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد.
وقال ابن عمر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا كان الغزو على باب البيت فلا تذهب إلا بإذن أبويك» .
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورها