عانى الصحابة ري الله عنهم أجمعين في تبليغ الدعوة مع النبي صلى الله عليه وسلم، حيث عاشوا في شظف من العيس وقلة من الطعام والشراب والملبس، ومع ذلك كانوا أكمل الناس رضا وسعادة أن منّ الله عليهم بالإسلام.
موقف عصيب مع البرد:
يقول أبو ريحانة رضي الله عنه كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة،فأوينا ذات ليلة إلى شرف، فأصابنا برد شديد حتى رأيت الرجال يحفر أحدهم الحفرة فيدخل فيه ويلقي عليه درعه.
فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من يحرسنا الليلة فأدعو له بدعاء يصيب فضله؟» فقام رجل من الأنصار فقال: أنا يا رسول الله.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من أنت؟» قال: فلان. قال: «إدنه» ، فدنا فأخذ ببعض ثيابه ثم استفتح الدعاء.
فلما سمعت: قلت: أنا رجل. قال: «من أنت؟» قال: أبو ريحانة. قال: فدعا لي دون ما دعا لصاحبي، ثم قال: «حرمت النار على عين حرست في سبيل الله».
معاناة لباس الصوف:
روى سعيد ابن أبي بردة عن أبيه قال: قال لي أبي - يعني أبا موسى رضي الله عنه -: يا بني، لو رأيتنا ونحن مع نبينا صلى الله عليه وسلم إذا أصابتنا السماء وجدت منا ريح الضأن من لباسنا الصوف.
وقد كان لباسنا الصوف، وطعامنا الأسودان: التمر والماء.
قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، ورواه
تحمل قلة الثياب في الدعوة إلى الله تكفين حمزة رضي الله عنه
أخرج الطبراني عن خباب بن الأرت رضي الله عنه: لقد رأيت حمزة وما وجدنا له ثوبا نكفنه فيه غير بردة، إذا غطينا بها رجله خرج رأسه، وإذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه؛ فغطينا رأسه ووضعنا على رجليه الإذخر. كذا في المنتخب.
قصة شرحبيل بن حسنة مع النبي:
تقول الشفاء بنت عبد الله رضي الله عنها: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله، فجعل يعتذر إلي وأنا ألومه.
فحضرت الصلاة فخرجت، فدخلت على ابنتي وهي زوجة شرحبيل بن حسنة، فوجدت شرحبيل في البيت، فقلت: قد حضرت الصلاة وأنت في البيت؟ وجعلت ألومه.
فقال: يا خالة، لا تلوميني فإنه كان لي ثوب فاستعاره النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: بأبي وأمي، كنت ألومه منذ اليوم وهذه حاله وأنا لا أشعر.
فقال شرحبيل: ما كان إلا درعا رقعناه.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم جالس وعنده أبو بكر الصديق رضي الله عنه - وعليه عباءة قد جللها في صدره بجلال - إذ نزل عليه جبريل عليه السلام، فأقرأه من الله السلام،وقال: يا رسول الله: ما لي أرى أبا بكر عليه عباءة قد جلله على صدره بجلال.
قال: «يا جبريل، أنفق ماله علي قبل الفتح»، قال: فأقرأه من الله السلام وقل له: يقول لك ربك: أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط؟ فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر فقال: «يا أبا بكر: هذا جبريل يقرئك السلام من الله ويقول: أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط؟» فبكى أبو بكر وقال، أعلى ربي أغضب؟ أن عن ربي راض، أنا عن ربي راض.