بإمكانك أن تكون من أولياء الله الصالحين.. وتكون أيضا صاحب كرامات هذه حقيقة؛ فالأمر لا يقتصر على زمن أو على شخص بعينه. إن الولاية في الإسلام مكتسبة لها صفاتها؛ فإن حصلتها كنت وليًا، وإن لم تتصف بها فلست وليًا لله وإن رفعت لك الأعلام، واحتفل بك في كل زمان. وصفات الولاية ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز في قوله سبحانه في سورة يونس: "أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۚ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64)". فالإيمان والتقوى يحققان لك الولاية ومن ثم تتمتع ببشريات الدنيا والآخرة كما قال ربنا :"لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ..". هذا وحصول الكرامات والأمور الخارقة للعادة على يد الصالحين منةٌ وتفضل من الله لتثبيت قلوب عباده وأصفيائه، وهو كائن لا يتوقف تراه بتيسير أحوالهم وقبول كلامهم ودعائهم وتوفيق أحوالهم، ورضا الله عنه هو السبيل لذلك كله؛ ولا يعني هذا اطلاعهم على الغيب وادعائهم العمل بما يحدث في المستقبل وقطعهم المسافات الطويلة وهو وقوف وغيرها من الخرافات التي انشرت على ألسنة العامة وحكاويهم. فقوله سبحانه: الذين آمنوا وكانوا يتقون".. هي كلمة العبور لرضا اله واصطفائه لك دون أن تكون ساعيا لمنصب أو جاه أو طالبا لولاية، لكنه فضل الله تعالى على من يحبه ويعبده أن يجعله وليا له وصفيه..