كثير منا يعيش في حيرة لا تنتهي هذه الأيام، إن لم يكن من صعوبة الحياة، فبسبب المذاكرة، أو القلق والتوتر من المستقبل، وربما يصل الأمر لحد الديون وما بها من مصاعب ونكد يلازم المرء عمره كله.. كل ذلك له حل صريح وواضح، وهو: «إن لازمتك الحيرة فالزم الاستغفار لأن الاستغفار بما يفتح الله به الأبواب المغلقة مهما كانت صعوبتها»..
وقد ربط الله عز وجل في أكثر من آية بين الاستغفار وبين انحلال العقد ورفع البلاء، بل والتوبة والرحمة، قال تعالى: «وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا » (النساء: 106)، وقال أيضًا سبحانه وتعالى: « فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا » (النصر: 3).
دعوات إلهية
القرآن الكريم أخبرنا بأن الله عز وجل دعا النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم لأن يستغفر له وللمؤمنين، وما ذلك إلا للفضل العظيم الذي يؤتيه الاستغفار للعباد.
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، فيما يَحكي عن ربه عز وجل قال: «أذنب عبدٌ ذنبًا، فقال: اللهم اغفر لي ذنبي، فقال - تبارك وتعالى -: أذنب عبدي ذنبًا، فعلم أن له ربًا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي ربّ، اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبًا، فعلم أن له ربًا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب، اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبًا، فعلم أن له ربًا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، اعمل ما شئت فقد غفرت لك».
اقرأ أيضا:
تشهد لله بالوحدانية.. هذه بشرى النبي لخروجك من القبرالاستغفار أساس البقاء
قليل من الناس من يعلم أن الاستغفار من أهم أسباب البقاء، إذ أنه لو لم نذنب ثم نستغفر لذهب الله عز وجل بنا وأتى بغيرنا، فعن أبي أيوب أنه قال حين حضرته الوفاة: كنت كتمت عنكم شيئًا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «لولا أنكم تذنبون، لخلق الله خلقًا يذنبون ثم يغفر لهم».
وفي رواية: «لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم».. وهو ما أكده المولى عز وجل في أكثر من موضع فقال عز وجل: «وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ » (هود: 3).. إذن تستغفر كأن تولد من جديد ويطمئن بالك وعقلك، لكن أن تذنب وتنسى الاستغفار فمؤكد تحيطك كل الحيرة والقلق.