أخبار

ضعف الشخصية أول طريق الغواية والحرام.. كيف توطن نفسك؟

تخيرتها جميلة ففوجئت بقبحها.. كيف نخدع أنفسنا ونفشل في الاختيار؟

إنجاز الوعد من أخلاق الكبار.. هل سمعت بهذا؟

تقدم مذهل.. العلماء يبتكرون طريقة علاج جديدة لسرطان الدم

6ثمرات يجنيها العبد المؤمن إذ صبر علي هموم الدنيا .. فرّج الله همّه، ودفع عنه الضر ورفع درجته في مقدمتها

بعد معاناة استمرت 613 يومًا.. وفاة أطول مريض في العالم بفيروس كورونا

الثبات على المبدأ.. متى تتأكد من هويتك وتثبت لنفسك أنك على الحق؟

الإخلاص كلمة السر فى قبول الأعمال.. كيف نحققه؟

سر صمت "يونس" بعد خروجه من بطن الحوت

خطيبي يسألني عن مرتبي ومشاركتي في مصروفات البيت وأنا تضايقت ولذت بالصمت.. ما العمل؟

تعرف على الحكمة من صيام عاشوراء

بقلم | محمد جمال حليم | الخميس 27 اغسطس 2020 - 06:50 م

يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر من شهر الله المحرم.. هو من أيام الله الفاضلة التي فضلها واختصها بمزيد من الفضل.

وقد شرع صيام هذا اليوم وصيامه يعدل صيام سنة كاملة.. فما حكم صيام هذا اليوم وما الحكمة من صيامه؟

نقل صاحب "الفقه الإسلامي وأدلته" الحكم وأنه مستحبٌّ وفيه الأجر والثواب، كما ورد في الأحاديث المبيِّنة أجر صيام عاشوراء وتكفير سنة من الذنوب.

وإنما لم يجب صومُه؛ لخبر الصحيحين: "هَذَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ وَلَمْ يَكْتُبِ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، وَأَنَا صَائِمٌ، فَمَنْ شَاءَ فَلْيَصُمْ، وَمَنْ شَاءَ فَلْيُفْطِرْ".

وحملوا الأخبار الواردة بالأمر بصومه على تأكد الاستحباب.

ونُقِل عن كثير من العلماء أن صوم يوم عاشوراء اليومَ ليس بواجبٍ، واختلفوا في مبدأ صيامه هل كان واجبًا أو مستحبًّا بداية الإسلام؟ على قولين: ذهب أبو حنيفة ورواية عن أحمد -رجَّحها ابن القيم- أن صومه كان واجبًا، والجمهور أنه كان مستحبًّا.

وثبت عن بعض الصحابة - رضوان الله عليهم - أنهم لم يصوموا عاشوراء بعد فرض رمضانَ على وجه الوجوب، حسب تخريج بعض العلماء، منهم ابن مسعود - رضي الله عنه - وابن عمر - رضي الله عنهما - فكان لا يصومُه إلا أن يوافق صومه.

والأحاديث دالَّةٌ على بقاء استحباب صوم عاشوراء، وقول ابن مسعود - رضي الله عنه -: "فلما نزل رمضان تُرِك"؛ أي: وجوبه لا استحبابه، ولنوضِّح الأمر أكثر ننقل ما ذكره ابن رجب وكذلك ابن حجر.

قال ابن رجب -رحمه الله- في "اللطائف":

"فهذه الأحاديث كلُّها تدلُّ على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يُجدِّد أمرَ الناس بصيامه بعد فرض صيام شهر رمضان، بل تركهم على ما كانوا عليه من غير نهيٍ عن صيامه، فإن كان أمره -صلى الله عليه وسلم- بصيامه قبل فرض صيام شهر رمضان للوجوب، فإنه ينبني على أن الوجوب إذا نُسِخ فهل يبقى الاستحباب أم لا؟ وفيه اختلاف مشهور بين العلماء، وإن كان أمره للاستحباب المؤكد، فقد قيل: إنه زال التأكيد وبقي أصل الاستحباب؛ ولهذا قال قيس بن سعد: ونحن نفعله".

وقال ابن حجر -رحمه الله- في الفتح:

"ويؤخذ من مجموع الأحاديث أنه كان واجبًا لثبوت الأمر بصومه، ثم تأكَّد الأمر بذلك، ثم زيادة التأكيد بالنداء العام، ثم زيادته بأمر مَن أكل بالإمساك، ثم زيادته بأمر الأمهات ألاَّ يُرضِعْن فيه الأطفال، وبقول ابن مسعود الثابت في مسلم: "لَمَّا فُرِض رمضان تُرِك عاشوراء". مع العلم بأنه ما تُرِك استحبابه، بل هو باقٍ، فدل على أن المتروكَ وجوبُه".

الحكمة من صيام عاشوراء:

ما بيَّنه ابن عباس رضي الله عنهما قائلًا: "قدِم النبي -صلى الله عليه وسلم- فرأى اليهود تصومُ عاشوراء، فقال: ((ما هذا؟))، قالوا: يومٌ صالح، نجَّى الله فيه موسى وبني إسرائيل من عدوِّهم، فصامه موسى. فقال: ((أنا أحق بموسى منكم))، فصامه، وأمر بصيامه"؛ متفق عليه.

وورد المخالفة لهم في صيام يومٍ قبله ويوم بعده، فإن لم يصم مع عاشوراء تاسوعاء، سن عند الشافعية أن يصوم معه الحادي عشر، بل نص الشافعي في الأم والإملاء على استحباب صوم الثلاثة.

وذكر الحنابلة أنه إن اشتبه على المسلم أوَّلُ الشهر صام ثلاثة أيام، ليتيقَّن صومها.

ولا يُكرَه عند الجمهور غير إفراد العاشر بالصوم، ومقصدهم المخالفة لليهود بصيام يوم قبله أو بعده.

فوائد مهمة:

• صوم عاشوراء ثابت كما أوردنا الأدلة على ذلك؛ فينبغي الصيام لمن أراد الأجر والثواب والاقتداء بهَدْي خير العباد.

• الابتعاد عن البدع، وما لم يرد عن الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- والالتزام بسنته وهَدْيه الكريم.

• عدم صرف المقصد من صيام عاشوراء مثل عمل بعض الفرق اليوم، وتحويل عاشوراء إلى البكاء والنياحة على قتل الحسين بن علي -رضي الله عنهما- ونسيان ما أمر به الرسول -صلى الله عليه وسلم- ونحن نُجِلُّ ونُقدِّر الإمام الحسين -رضي الله عنه- ولا نزاع في فضلِ الحسين -رضي الله عنه- ومناقبُه لا تُعَدُّ ولا تُحصَى، وقد ذكر الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- الكثيرَ من مناقبه ومكانته وفضله؛ فهو من علماء الصحابة، ومن سادات المسلمين في الدنيا والآخرة، الذين عُرِفوا بالعبادة والشجاعة والسخاء، وابن بنت أشرف الخلقِ -صلى الله عليه وسلم- والتي هي أفضل بناته، فاطمة البتول الزهراء، ريحانة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقُرَّة عينه، وما وقع من قتله فأمرٌ منكر شنيع مُحزِن لكل مسلم ومسلمة، ولا يرضى هذا الفعلَ مؤمنٌ، وكما قال الإمام ابن تيمية: "مَن رضي بقتل الحسين أو شارك، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين". وقد انتقم الله -عز وجل- من قَتَلتِه، فأهانهم في الدنيا وجعلهم عبرة، فأصابتهم العاهات والفتن، وقلَّ مَن نجا منهم، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

والذي ينبغي عند ذكر مصيبة الحسين هو الصبر والرضا بقضاء الله وقدره، وأنه -تعالى- يختارُ لعبده ما هو خيرٌ، ثم احتساب الأجر عند الله -تعالى- بعيدًا عمَّا يقومُ به البعض اليوم من إثارة الكراهية وغرسها في نفوس الناس بُغْيةَ الانتقام من العرب الذين -على حسب زعمهم- قتلوا الحسين -رضي الله عنه.

• تحرِّي الاقتداء بالرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- واتِّباع هَدْيه وسنته، فكما قال: "مَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي".

• أخذ العبرة والعظة بما حصل من إنقاذ الله لموسى -عليه السلام- من فرعون وجنوده، ونعلم أن الغلبة للحق، وأن النصر قريب من المؤمنين.


الكلمات المفتاحية

عاشوراء المحرم

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر من شهر الله المحرم.. هو من أيام الله الفاضلة التي فضلها واختصها بمزيد من الفضل.