اضطراب الوسواس القهري (OCD) هو حالة صحية عقلية تسبب أفكارًا متكررة لا يمكن السيطرة عليها وسلوكيات متكررة، وهو اضطراب عقلي شائع نسبيًا في جميع أنحاء العالم، حيث يصيب حوالي 2.3% من سكان الكوكب.
لذا قام موقع insider بتقديم معلومات شاملة عن كل ما تريد معرفته عن أكثر أنواع الوسواس القهري شيوعًا، وكيفية علاجها.
التلوث والنظافة
يحدث هذا النوع من الوسواس القهري عندما يكون لدى الشخص شعور قوي ومستمر بالتلوث بالجراثيم، غالبًا ما يخشى الأشخاص المصابون به المرض، كما يخافون من إصابة المقربين منهم، ما يدفعهم إلى عزل أنفسهم وتجنب التفاعل الاجتماعي.
ويضطر الأشخاص المصابون بهذه الحالة إلى تنظيف أنفسهم ومحيطهم بدرجة غير صحية، ويمكن أن تستمر عملية التنظيف لساعات في كل مرة، وغالبًا ما تؤثر على صحتهم الجسدية، حيث يمكنهم أحيانًا تنظيف أنفسهم حتى ينزفوا.
وللتعرف على هذا النوع من الوسواس القهري، ابحث عن سلوكيات مثل:
- الخوف من الإصابة بمرض قاتل أو عدوى من خلال التعرض للبكتيريا والجراثيم
- الغسل المفرط لليدين
- العزلة الذاتية وتجنب لمس الأشياء أو الناس
الأفكار المحرمة
الأفكار المحظورة أو المحرمة هي الأفكار التي تدخل وعيك دون سابق إنذار، وغالبًا ما تكون سلبية وهجومية، كلنا نختبر هذه الأفكار، ومع ذلك، يشعر المصاب بالوسواس القهري أنه غير قادر على السيطرة عليها.
وتقول باتريشيا سيلان، طبيبة نفسية مقيمة في جامعة كندا، "الأفكار المحظورة للوسواس القهري تتضمن أفكارًا تدخلية تؤدي إلى الشعور بالخجل أو بمشاعر سلبية مماثلة، يتبعها عادةً إجراء غير منطقي لإيقاف التفكير، مثل تجنب أماكن معينة أو أشخاص معينين".
بعض الأمثلة على هذه الأفكار هي:
- الأفكار الجنسية الضارة
- التركيز على القضايا الدينية
- أفكار عنيفة
ويحاول الأشخاص المصابون بهذا النوع من الوسواس القهري غريزيًا قمع أفكارهم المحظورة، ومع ذلك، فإن آلية التكيف الأفضل هي السماح لهم بالتفكير فيها، ومقاومة محاولة فعل أشياء غير منطقية لكبحها.
التناظر - الترتيب
يعاني الأشخاص المصابون بهذا النوع من الوسواس القهري من هوس افتقار بعض الأشياء إلى التناسق المثالي، بحيث يقضون الكثير من الوقت في محاولة التأكد من أن الأنشطة مثل طي الملابس أو وضع الصور على الحائط أو تكديس العلب في الخزانة تتم "بشكل صحيح تمامًا".
في بعض الحالات، يصعب عليهم التواصل الاجتماعي لتجنب التفاعل حتى مع أصغر أشكال الفوضى، وإذا تبللت يد واحدة من المصابين بهذا الاضطراب، فسيشعرون برغبة غامرة في تبليل اليد الأخرى أيضًا، ولن يتمكنوا من التركيز على أشياء أخرى حتى يتحقق ذلك.
بعض الأمثلة على السلوكيات التي قد ينخرط فيها الأشخاص المصابون بتناظر الوسواس القهري:
- إعادة كتابة الكلمات والحروف حتى تصبح متماثلة تمامًا
- الانخراط في طقوس مهووسة بالعد، مثل عد خطواتهم عند المشي أو عد بلاطات الأرضيات في كل مبنى يمشون فيه
- ترتيب الأشياء وإعادة ترتيبها حتى تصبح متساوية تماماً
وكطريقة للعلاج ينصح الأطباء الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من الوسواس القهري بممارسة تأمل اليقظة، "يمكن أن يكون تأمل اليقظة مفيدًا بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري المتماثل، حيث يساعدهم على التعود على الإحساس بعدم الارتياح والتخلي عنه".
التركيز على الضرر
يعاني الأشخاص المصابون بالوسواس القهري الذي يركز على الأذى من أفكارًا تدخلية شديدة حول إيذاء النفس وإيذاء الآخرين، وغالبًا ما يقلقون من أن وجود هذه الأفكار العنيفة يعني أنهم سينفذونها عن قصد أو عرضًا.
ويشمل ذلك القلق الشديد بشأن ارتكاب أخطاء قد تؤدي إلى إلحاق الأذى بأشخاص آخرين أو عدم القيام بما يكفي لمنع حدوث شيء سيء، على سبيل المثال، قد يفكر الناس في ضرب شخص ما بسيارة أو القفز أمام القطار، ونتيجة لذلك، لا يمكنهم القيادة أو يرفضون الاقتراب من مسارات القطار.
ونادراً ما يتصرف الأشخاص المصابون بهذا النوع من الوسواس القهري بناءً على هذه الحوافز العنيفة، وهناك بعض الأمثلة الأخرى للأفكار أو السلوكيات التي قد يظهرها الناس هي:
- خوف غير عقلاني من إلحاق الأذى بشكل عرضي بشخص ما بسبب إهمال
- وجود دوافع مفاجئة لإيذاء النفس
- أفكار العنف اللاإرادية
- مراجعة أفعالهم بقلق شديد للتأكد من أنها لم تسبب أي ضرر للآخرين
إذا واجهت هذه الأفكار التي تركز على الضرر، فمن المهم أن تدرك أن هذا لا يعني أنك ستفعل ذلك، وقد يكون وجود أفكار عنيفة غير مرغوب فيها أمرًا طبيعيًا، طالما أنها لا تسيطر على حياتك، وقد يكون لدى الأشخاص الذين لا يعانون من الوسواس القهري هذه الأفكار أحيانًا.
الاكتناز
الاكتناز أو التخزين المرضي هو عدم القدرة على التخلص من الممتلكات غير المفيدة والمتهالكة، مثل البريد غير المرغوب فيه والملابس القديمة والحاويات والإيصالات، وغالبًا ما يسمح الشخص المصاب بهذا النوع من الوسواس القهري بالفوضي في مساحة معيشته، حتي يصبح من المستحيل العيش فيها.
بعض خصائص الاكتناز هي:
- عدم القدرة على التخلي عن الأشياء التي لم تعد مفيدة
- تكوين روابط عاطفية قوية بأشياء غير حية
- رفض السماح بدخول الناس إلى منازلهم بسبب الخجل أو الإحراج
- صعوبة اتخاذ قرارات بسيطة
كيف تعالج الوسواس القهري؟
لقد تحول الوسواس القهري من اضطراب يكاد يكون غير قابل للعلاج إلى اضطراب يمكن التحكم فيه بشكل كبير، اليوم، يستخدم الخبراء الطبيون مزيجًا من العلاج النفسي والأدوية لتحقيق أفضل النتائج.
ومن أكثر علاجات الطب النفسي فعالية للوسواس القهري هما:
العلاج السلوكي المعرفي: هو نوع من العلاج النفسي الذي يركز على كيفية تأثير الأفكار على السلوك، والهدف من العلاج السلوكي المعرفي هو استبدال الأفكار السلبية بأفكار إيجابية ومثمرة.
ويعلم العلاج المعرفي السلوكي الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري كيفية التحكم في الأفكار المتطفلة بشكل أكثر فعالية، وتقليل السلوكيات السلبية أو المتكررة، وتحسين نوعية الحياة بشكل عام.
علاج التعرض والاستجابة: يتضمن التعرض للحالات التي تؤدي إلى اضطراب الوسواس القهري، ومنع الشخص من التصرف بناءً على الإكراهات النفسية.
كما يمكن استخدام مضادات الاكتئاب في اضطراب الوسواس القهري، حيث يمكنها تحسين نقص الناقل العصبي في الدماغ، هذا لأن الشخص المصاب بالوسواس القهري لديه فرصة بنسبة 50٪ تقريبًا في الاستجابة للأدوية، ومن بين الأشخاص الذين يستجيبون، يمكن توقع انخفاض بنسبة 20٪ إلى 40٪ في الهواجس، لكن يظل الدواء أقل فعالية بشكل عام مقارنة بالعلاج السلوكي.