يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم: «إِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ».. لذلك عليك أن تنقي قلبك.. لأن من يعلم بداخلها هو الله.. فكيف بك تدري جيدًا أن الله بذاته العليا مطلع على قلبك وما يدور فيه، سواء كنت تحب الخير للناس، أو وليعاذ بالله تتمنى الشر لأحدهم، ومع ذلك تختار السيء من الأمر، تختار أن تملأ قلبك بالحقد والحسد.. ألم تخجل من نفسك!؟.. ألم تراجعها وتخشى الله؟!.. فإن لم تفعل فمتى تفعل؟

ألم يعلم هذا الذي يملأ قلبه بالحقد، أن الله سيبعثه يوم القيامة ويفضحه على رؤوس الأشهاد، ألم يتمنى لو كان يوم القيامة وشهد له الله بأنه من أفضل الناس، وما ذلك فقط إلا لأن قلبه سليم، قال تعالى: «يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ » (الشعراء: 88، 89).

صفات القلب الذي يحبه الله

لكن كيف الوصول إلى صفات القلب الذي يحبه الله ورسوله، بالتأكيد بالسير خلف ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، والعمل به، وأن ويكون سباقا إلى كل فضيلة ومن تم فهو عند الله من أفضل الناس كما أخبر بذلك النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم لما سئل عن أفضل الناس، فقال: «كل مخموم القلب، صدوق اللسان قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي، ولا غل، ولا حسد».

لذلك نرى نبي الله إبراهيم عليه السلام، وهو من هو، وهو أب الأنبياء، وخليل الله عز وجل، يدعو الله عز وجل بأن يأتيه يوم القيامة وهو نقي القلب، قال تعالى على لسان إبراهيم: «وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ » (الشعراء: 87 - 89).

أساس الإسلام

بما أنه لكل دين أسس وقواعد ثابتة، فإن أسس الإسلام أن تكون نقي القلب، صافي النية، تحب الخير للجميع، لذا كان نبي الأمة صلى الله عليه وسلم يسأل الله دائمًا صفاء القلوب، قال تعالى على لسانه صلى الله عليه وسلم: «وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا » (الحشر: 10).

وقال أيضًا سبحانه وتعالى: « وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ » (فصلت: 36)، بل أنه الله عز وجل يغفر للجميع إلا المتخاصمين، فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس ، فيغفر لكل عبد مسلم لا يشرك بالله شيئا إلا رجل كانت بينه وبين أخيه شحناء ، فيقال أنظروا هذين حتى يصطلحا ، أنظروا هذين حتى يصطلحا ».

اقرأ أيضا: