أخبار

بركة الطعام لاتحرم نفسك منها.. ماذا تفعل لو نسيت "التسمية" عند الإفطار؟

من جدري الماء إلى الحصبة.. أبرز 8 أمراض يصاب بها الأطفال

كيف أجعل بيتي جنة في رمضان رغم ضيق الحال وكثرة الأعباء؟

بالفيديو.. عمرو خالد: أفضل طريقة تزيل خوفك وقلقك على مستقبلك (الفهم عن الله - 2)

بالفيديو ..د. عمرو خالد: احذر أن يسرق منك رمضان ..أيامه تنقضي سريعًا فاستغل كل لحظة فيه بالتقرب إلى الله

نصائح لمريض السكري في رمضان.. متى يضطر للإفطار؟

رمضان فرصة عظيمة لمحاسبة النفس وتهذيبها.. كيف ذلك؟

سنة نبوية رمضانية مهجورة.. من أحياها سقاه الله جرعة ماء من حوضه يوم القيامة ..وكان له مثل أجر الصائم

عادات غذائية غير صحية تضر بقدرتك على الصيام.. تجنبها في رمضان

ما حكم الاحتلام وممارسة العادة السرية في نهار رمضان؟ (الإفتاء تجيب)

التأمل في الكون العبادة الصامتة .. كيف يكون؟

بقلم | محمد جمال حليم | السبت 05 سبتمبر 2020 - 06:42 م
التفكر في الكون ومالا فيه من أجلّ العبادات وألطفها .. فهي العبادة الصامتة التي يمتلئ فيها القلب باليقين ويزداد ثقة بوجود الخالق المدبر للكون وما فيه.
ومن صور التفكر والتدبر التأمل في شروق الشمس وغروبها آيتان عظيمتان من آيات الله تعالى، كما قال تعالى:  رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (17) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ  الرحمن/17، 18، فهما مَشْرِق الصَّيف ومَشْرِق الشتاء، ومَغْرِب الصَّيف ومَغْرِب الشتاء للشمس والقمر جميعاً.
فهذه الشمس العظيمة التي تجري كل يوم، فتصبح طالعة من جهة المشرق، ثم تغرب آخر النهار، بحساب ونظام لا يدخله ذرة من خلل، دليل على عظمة الخالق المدبر سبحانه، فهو الذي أجراها، ودبر نظامها، وجعلها سراجا وضوءا لأهل الأرض في النهار، وأخفاها عنهم في الليل ليحصل لهم السكون والراحة، فكل ذلك آيات على عظيم قدرته، ورحمته، وإحسانه إلى خلقه، ولهذا قال:  قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ (71) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (72) وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ  القصص/71-73 .
يقول ابن القيم رحمه الله في بيان نعمة الشمس وأنها آية عظيمة من آيات الله:
" ثم انظر الى مسير الشمس في فلكها في مدة سنة ، ثم هي في كل يوم تطلع وتغرب ، بسير سخرها له خالقها ، لا تتعداه ولا تقصر عنه، ولولا طلوعها وغروبها ، لما عرف الليل والنهار ، ولا المواقيت ، ولأطبق الظلام على العالم ، أو الضياء ، ولم يتميز وقت المعاش من وقت السبات والراحة، وكيف قدر لها السميع العليم سفرين متباعدين ، أحدهما سفرها صاعدة إلى أوجها ، والثاني سفرها هابطة إلى حضيضها ، تنتقل في منازل هذا السفر ، منزلة ، منزلة ؛ حتى تبلغ غايتها منه ، فأحدث ذلك السفر بقدرة الرب القادر اختلاف الفصول من الصيف والشتاء والخريف والربيع ، فإذا انخفض سيرها عن وسط السماء برد الهواء وظهر الشتاء ، وإذا استوت في وسط السماء اشتد القيظ ، وإذا كانت بين المسافتين اعتدل الزمان ، وقامت مصالح العباد والحيوان والنبات بهذه الفصول الأربعة ، واختلفت بسببها الأقوات ، وأحوال النبات وألوانه ، ومنافع الحيوان والأغذية وغيرها " انتهى من "مفتاح دار السعادة" (1/ 198).
التأمل العبادة الصامتة:
والتأمل يكون بإعمال القلب واليقين بقدر الله و-حكته على إدارة هذا الكون وما فيه فتأمل حال الشمس والقمر، في طلوعهما وغروبهما ، لإقامة دولتي الليل والنهار ، ولولا طلوعهما لبطل أمر العالم ، وكيف كان الناس يسعون في معايشهم ، ويتصرفون في أمورهم ، والدنيا مظلمة عليهم ، وكيف كانوا يتهنون بالعيش مع فقد النور . ثم تأمل الحكمة في غروبهما ، فإنه لولا غروبهما لم يكن للناس هدوء ولا قرار ، مع فرط الحاجة إلى السبات وجموم الحواس ، وانبعاث القوى الباطنة وظهور سلطانها في النوم المعين على هضم الطعام وتنفيذ الغذاء إلى الأعضاء . ثم لولا الغروب لكانت الأرض تحمى بدوام شروق الشمس واتصال طلوعها ، حتى يحترق كل ما عليها من حيوان ونبات ، فصارت تطلع وقتا بمنزلة السراج يرفع لأهل البيت ليقضوا حوائجهم ، ثم تغيب عنهم مثل ذلك ، ليقروا ويهدؤا، وصار ضياء النهار مع ظلام الليل ، وحر هذا مع برد هذا ، مع تضادهما ؛ متعاونين متظاهرين ، بهما تمام مصالح العالم"
حال المؤمن مع الكون:
فما على المؤمن إلا أن يراقب شروق الشمس وغروبها، ويستحضر قوتها وعظمتها، وما يترتب على ظهورها من الضياء والدفء الذي تصلح معه المعيشة، وتنبت معه الأجساد والنباتات، وتقل الأمراض والأدواء، وما يترتب على غروبها من حصول السكون والراحة وغير ذلك من النعم، فإذا انعكس سيرها وطلعت من المغرب كان إيذانا بنهاية العالم وقيام الساعة.
فعَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : " قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي ذَرٍّ حِينَ غَرَبَتِ الشَّمْسُ :  أَتَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ ؟ قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ :  فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ العَرْشِ ، فَتَسْتَأْذِنَ فَيُؤْذَنُ لَهَا ، وَيُوشِكُ أَنْ تَسْجُدَ فَلاَ يُقْبَلَ مِنْهَا ، وَتَسْتَأْذِنَ فَلاَ يُؤْذَنَ لَهَا ، يُقَالُ لَهَا : ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ ، فَتَطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : ( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ )

الكلمات المفتاحية

التأمل التفكر التدبر الكون العبادة الصامتة

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled التفكر في الكون ومالا فيه من أجلّ العبادات وألطفها .. فهي العبادة الصامتة التي يمتلئ فيها القلب باليقين ويزداد ثقة بوجود الخالق المدبر للكون وما فيه.