عزيزي المسلم، هل تعلم أن لنعلي والديك عليك فضل عظيم، فالإمام الشافعي حين سئل: هل يتخاصم المرء مع والديه، فقال: ولا مع نعليهما وإن كان محقًا..
فقد أوصى الله تعالى بحسن معاملة الوالدين، ومن ثم لا يجوز تحت أي ظرف مخاصمتهما أو قطع العلاقة بأحدهما، قال تعالى: «وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا » (لقمان: 14، 15)..
بل أن الإسلام الحنيف قدم بر الوالدين عن الجهاد رغم ما به من فضل عظيم، كما ورد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد فقال: "أحيُّ والداك؟»، قال: نعم. قال: «ففيهما فجاهد».
هما الصحبة الحلوة
الوالدان هما الصحبة الحلوة والطيبة، لذا عملنا الإسلام أن نحسن اختيار الكلمات في التعامل معهما، فقد ورد عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه قوله: «جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحبتي؟ قال: "أمك" قال: ثم من؟ قال: "أمك". قال: ثم من؟ قال: "أمك". قال: ثم من؟ قال: "ثم أبوك».
أيضًا الإسلام ربط بين الزيادة في الرزق، وبين بر الوالدين، فقد ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من سره أن يبسط له في رزقه، أو أن ينسأ له في أثره، فليصل رحمه».
اقرأ أيضا:
"ربنا يجبر بخاطرك ".. دعوة لها تاريخ.. تعرف على معناهاملعون من يقاطعهما
الإسلام جعل من يقاطع والديه ملعونًا، قال تعالى عن صلة الأرحام: « فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ » (محمد: 22)، ولكونها من الأمور التي يمقتها الله تعالى فقد أعقبها تعالى بقوله: « أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ » (محمد: 23)، وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رواه جبير بن مطعم أنه سمع النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يدخل الجنة قاطع»، وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله».