قال الصحابي الجليل أبو الدرداء: "ألا أنبئكم بعلامة العاقل يتواضع لمن فوقه ولا يزدري من دونه يمسك الفضل من منطقة يخالق الناس بأخلاقهم ويحتجر الإيمان فيما بينه وبين ربه عز وجل فهو يمشي في الدنيا بالتقية والكتمان".
فوائد وحكم:
1-ذكر الإمام الشعبي أن زياد بن أبيه زياد قال لأحد خاصته: أدخل علىّ رجلا عاقلا قلت لا أعرف من تعني قال لا يخفى العاقل في وجهه وقدّه، فخرجت فإذا أنا برجل حسن الوجه مديد القامة فصيح اللسان قلت: ادخل.
فدخل فقال زياد: يا هذا إني قد أردت مشاورتك في أمر فما عندك قال إني حاقن- محتبس البول- ولا رأي لحاقن فقال زياد: أدخله المتوضأ فلما خرج قال إني جائع ولا رأي لجائع قال يا عجلان ائته بالطعام فأتى به فطعم ثم قال سل عما بدا لك فما سأله عن شئ إلا وجد عنده.
2- وقال العابد ذو النون المصري :من وجدت فيه خمس خصال رجيت له السعادة ولو قبل موته بساعتين قيل ما هي قال:( استواء الخلق وخفة الروح وغزارة العقل وصفاء التوحيد وطيب المولد).
3- كما يستدل على عقل العاقل بسكوته وسكونه وخفض بصره وحركاته في أماكنها اللائقة بها ومراقبته للعواقب فلا تستفزه شهوة عاجلة عقباها ضرر.. وتراه ينظر في الفضاء فيتخير الأعلى والأحمد عاقبة من مطعم ومشرب وملبس وقول وفعل ويترك ما يخاف ضرره ويستعد لما يجوز وقوعه.
4- وقال لقمان لابنه: يا بني ما يتم عقل امرئ حتى يكون فيه ست خصال:
1-الكبر منه مأمون والرشد فيه مأمول.
2- يصيب من الدنيا القوت وفضل ماله مبذول.
3- التواضع أحب إليه من الشرف والذل أحب إليه من العز.
4- لا يسأم من طلب الفقه طول دهره ولا يتبرم من طلب الحوائج من قبله.
5- يستكثر قليل المعروف من غيره ويستقل كثير المعروف من نفسه.
6- والخصلة التي بها مجده وأعلى ذكره أن يرى جميع أهل الدنيا خيرا منه وأنه شرهم.
اقرأ أيضا:
هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟