ربما يتجه الكثير من الشباب في سن مبكرة للتوبة والعمل مع الله، والالتزام والتدين، إلا أنه لا يستطيع أن يرتب أولوياته في مراحل التدين الاولىن فقد يؤخذ بالمظهر وينسى الجوهر.
وقد يلتزم التزامًا شكليًا من حيث الزي واللحية والصلاة على مواقيتها والقيام بما كلفه اللهن ولكنه قد يختلف في الجوهر من خلال المعامة مع الناس، متناسيًا حديث النبي صلى الله عليه وسلم: " الدين المعاملة".
ولعل ما يحتاج إليه المسلم اليوم أن يكون قدوة حسنة لغيرة ومثالا يحتذى به في إظهار القيم التي حض عليها القرآن والإسلام والرسالة المحمدية، ويلتمس الطرق المثالية للقيام بمعالم الدين، والالتحاق بركب السباقين إلى الخيرات، خصوصًا في هذه الأوقات التي اختلطت الأمور ببعضها، ونضحت النفوس بالشبهات، والمتمسك فيها بدينه مثل القابض على الجمرة!.
اقرأ أيضا:
ابدأ صباحك بهذا الدعاء.. يكن يومك مختلفًاكيف ترتب أولوياتك؟
معرفة صحيح الإسلام ومقصود الشريعة من حيث المعاملة والتطبيق الصحيح للمنهج بشكل يتفق فيه المظهر مع الجوهر، أولى خطوات الالتزام بالدين البدء بأهم الأسس الشرعية، كالمحافظة على الواجبات العينية التي تحقق له ضرورياته الأولية مما تستحيل حياته دونها، ثم مكملات ذلك، ثم حاجياته فمكملاتها.
فحين يحافظ المسلم على الواجبات أولا ثم مكملاتها، بمعنى أنه إذا حافظ المسلم على الصلوات الخمس وما يتبعها من فرائض أخرى وهو مقيم على الخمر أو متعاطي بعض المنكرات ألا يعتبر ذلك نقضا لأصول الشريعة، وهي بين أمر ونهي؟.
فقد أنزل الله سبحانه وتعالى أحكام الشرع من حيث التأسيس والتشريع جملة متكاملة لا يتجزأ ، ويتساوى فيها المكلفون دون تمايز بينهم في الجملة.
لذلك أنزل الله الشرع من خلال التدرج في التطبيق الشخصي لشرائع الإسلام، ونقصد بهذا قيام الفرد بما يطيقه من المسؤوليات الدينية العينية أولا بغية الوصول إلى أعلى مراتب التدين، بعيدا عن التشدد.
يقول ابن تيمية "إن الحجة على العباد إنما تقوم بشيئين: بشرط التمكن من العلم بما أنزل الله ، والقدرة على العمل به. فأما العاجز عن العلم كالمجنون أو العاجز عن العمل فلا أمر عليه ولا نهي ، وإذا انقطع العلم ببعض الدين أو حصل العجز عن بعضه ، كان ذلك في حق العاجز عن العلم أو العمل بقوله كمن انقطع عن العلم بجميع الدين أو عجز عن جميعه كالجنون مثلا".
فالتطبيق الذاتي عند المسلم يتفاوت في القدرات والمستويات ، فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات ، فإذا نريد الارتقاء بمستوى المسلم غير الملتزم إلى أسنى مراتب التدين، فلعل من الحكمة التدرج.
فإذا أردنا الارتقاء بمستوى المسلم غير الملتزم إلى أسنى مراتب التدين، فلعل من الحكمة التدرج به، وهذا ما يحقق مقصد التشريع.
يقول الشاطبي: “إن الله تعالى جعل أهل الشريعة على مراتب ليسوا فيها على وزن واحد، ورفع بعضهم فوق بعض، كما أنهم في الدنيا كذلك … ثم قال: ربما تفاوت الأمر فيها بحسب قدرة المكلف على الدوام فيما دخل فيه وعدم قدرته، فمن لا يقدر على الوفاء بمرتبة من مراتبه لم يؤمر بها، بل بما هو دونها، ومن كان قادرا على ذلك كان مطلوبا.
وحين يطلب من الفرد أن ياخذ الإسلام جملة أو يدعه، فإنه قد يؤدي إلى تعطيله جملة وتفصيلا، أو إخراجه إلى التعبد حسب هوى غيره، وهذا يهدم الدين والتدين، ويكون دينه لإرضاء غرض فلان أو علان، والدين إنما جاء لإصلاح الفرد وإحقاق حظه في الدنيا العاجلة و صلاحه في الآخرة.
اقرأ أيضا:
7 أدعية مأثورة ومستحبة في أوقات نزول المطر