لا يمكن لمسلم عاقل أن يستهين بالذكر وأثره على صلاح حاله ومآله فهو المنقذ والمنجي من ضيق الدنيا وسبب أساسي لرضا الله عن العبد.
فضل الذكر:
ولذكر الله فضل كبير جدا ودرجته عالية بالنسبة لغيره من العبادات بخلاف من يظن العكس ومن أدلة هذا ما جاء عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى. قال: ذكر الله تعالى).
محبة الله للذاكرين:
ولولا محبة الله للذكر والذاكرين، وعظيم فضل الذكر وكبير أثره على قلب صاحبه ودينه، لما أمر الله المؤمنين بدوامه، ولما قرن فعله بالكثرة في كل موضع أمر المسلمين به، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً، وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً)(الأحزاب:41، 42).
وقال: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)(الأحزاب:35)،
وقال: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}(لأنفال:45).
وقال: {فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً} (البقرة:200)
ذكر الله دليل على حياة القلب:
وذكر الله من أهم العلامات على حياة القلب، وكل قلب لا يذكر الله تعالى فهو ميت. روى البخاري عن أبي موسى قال صلى الله عليه وسلم: (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت).
ومعلوم بأن القلب أهم عضو وبه يصلح سائر الجسد ألا إن في القلب مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب.
ذكر الله يتقوى به على الطاعة:
قد يعجب أحدنا إن علم أن ذكر الله يتقوى به عل سائر العبادات فهو وغن كان تكليفا من الله غير أنه تكليف يحيي القلب وفيه أيضا حياة البدن ونشاطه فذكر الله تعالى يجمع على العبد ما تفرق من أمور الدين، فعن عبد الله بن بسر قال: (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فدلني على عمل أتشبث به، قال: لا يزال لسانك رطبا بذكر الله)"رواه الترمذي وحسنه".
ذكر الله يقيك من الشيطان:
وذكر الله حصن لصاحبه من الشيطان: كما جاء في حديث الحارث الأشعري: (وآمركم أن تذكروا الله تعالى، فإن مثل ذلك مثل رجل خرج العدّو في أثره سراعًا، حتى إذا أتى إلى حصن حصين، فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله)"رواه الترمذي".
من أراد أن يغفر الله له ذنبه، فليكثر من ذكر الله: (من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة، حطت عنه خطاياه، ولو كانت مثل زبد البحر)(رواه البخاري ومسلم).