قد يسأل غير المسلم عن سر اشتياق المسلم لأداء شعائر الحج أو العمرة، بالرغم من أن هذه الشعيرة يشتاق إليها المسلم وغير المسلم، فالحج جاء في شعيرة الإسلام وجميع الأديان السماوية، فهناك من يشتاق من المسيحيين لزيارة الأماكن المقدسة في المسيحية، وفي اليهودية، إلا أن الحج والعمرة في الإسلام لهما طعم خاص.

يقول الله تعالى: " وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28) ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29) ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ ۗ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ ۖ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30)".

فوائد الحج والعمرة ولماذا نشتاق إليها؟

1/ الحج أو العمرة استجابة لأوامر الله سبحانه وتعالى،  ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) (آل عمران:97)، وطاعة الله دليل على الإيمان، وقربة إلى الجنة، مصداقا لقوله تعالى في حديث قدسي ( وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه).

2/ الحج من أفضل الأعمال التي تقرب إلى الله، ففي الحديث الذي رواه البخاري عن أبي هريرة قال: سئِل رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي الأعمال أفضل ؟ قال: ” إيمان بالله ورسوله ” قيل: ثم ماذا ؟ قال: ” ثم جهاد في سبيل الله ” قيل: ثم ماذا ؟ قال: ” ثم حج مبرور".

3/ الحج يعدل درجة الجهاد، فعن الحسن بن علي رضي الله عنهما أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني جبان، وإني ضعيف، فقال: ” هلمَّ إلى جهاد لا شوكة فيه: الحج ".

4/ الحج دلالة على التوحيد في كل الأديان السماوية وهوشعيرة أبينا إبراهيم (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ) (آل عمران:96) إنه البيت الذي وضعت قواعده الملائكة.. وبناه آدم عليه السلام.. ثم رفع القواعد منه إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام.

5/ البيت الحرام هو القبلة، (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) (البقرة:144)، لذلك تتنزل عليه الرحمات والبركات.

6/الإحساس بالأمن والسلام النفسي في بيت الله الحرام،  (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً) (البقرة:125) ، ففيه يتقبل الله الدعاء.

7/السعي لتطهير النفي من الذنوب.

عن أبي هُرَيْرَةَ رضي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ( مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ).

8/ الحج المبرور ثوابه الجنة، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد، والذهب، والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة ".

اظهار أخبار متعلقة