هل يتوفانا الله ثانية بعد سؤال الملكين، أم توجد حياة حتى يوم القيامة؟ وإذا توفانا الله ثانية، فهل نشعر بما يجرى حولنا أم لا؟ وإذا كانت هناك حياة في القبر حتى يوم القيامة، فما طبيعتها؟
وفي فتوى سابقة قال مركز الفتوى: إن الأموات لهم حياة برزخية تختلف اختلافًا كليًّا عن حياة الدنيا، وأجساد الأموات تحت الأرض، كما لا يشك فيه عاقل، وليست في كوكب من الكواكب، قال ابن القيم: الروح هل تعاد إلى الميت في قبره وقت السؤال أم لا؟
فقد كفانا رسول الله أمر هذه المسألة، وأغنانا عن أقوال الناس، حيث صرح بإعادة الروح إليه، فقال في حديث البراء بن عازب: فتعاد روحه في جسده.
وذهب إلى القول بموجب هذا الحديث جميع أهل السنة والحديث من سائر الطوائف... وسر ذلك أن الروح لها بالبدن خمسة أنواع من التعلق متغايرة الأحكام:
أحدها: تعلقها به في بطن الأم جنينًا.
الثاني: تعلقها به بعد خروجه إلى وجه الأرض.
الثالث: تعلقها به في حال النوم، فلها به تعلق من وجه، ومفارقة من وجه.
الرابع: تعلقها به في البرزخ؛ فإنها وإن فارقته وتجردت عنه، فإنها لم تفارقه فراقًا كليًّا بحيث لا يبقى لها التفات إليه البتة.
وأضاف مركز الفتوى: وقد ذكرنا في أول الجواب من الأحاديث والآثار ما يدل على ردها إليه وقت سلام المسلم. وهذا الرد إعادة خاصة، لا يوجب حياة البدن قبل يوم القيامة.
الخامس: تعلقها به يوم بعث الأجساد، وهو أكمل أنواع تعلقها بالبدن، ولا نسبة لما قبله من أنواع التعلق إليه؛ إذ هو تعلق لا يقبل البدن معه موتًا ولا نومًا ولا فسادًا. اهـ. باختصار من الروح.
كما أن الميت يعلم من يزوره إذا كان يعرفه في الدنيا، ويستأنس بأحبابه إذا زاروه، ويعلم أخبار أهله من خلال سؤال من لحق به من الموتى، فيقول: ما فعل فلان وفلانة؟ ونحو ذلك.
وأما رؤيته لكل من يعرفهم من الأحياء أو الأموات، فلم ترد في النصوص.
كما أوضح مركز الفتوى أن الميت في قبره قد يناله شيء من الآلام النفسية، قال ابن القيم: عذاب القبر قد يراد به الألم الذي يحصل للميت بسبب غيره، وإن لم يكن عقوبة على عمل عمله، ومنه قوله: إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه، أي: يتألم بذلك، ويتوجع منه، لا أنه يعاقب بذنب الحي، ولا تزر وازرة وزر أخرى.
وهذا كقول النبي: السفر قطعة من العذاب، فالعذاب أعم من العقوبة. ولا ريب أن في القبر من الآلام والهموم والحسرات ما قد يسري أثره إلى الطفل فيتألم به، فيشرع للمصلى عليه أن يسأل الله تعالى له أن يقيه ذلك العذاب.
وإن أردت الاستزادة في هذا الباب، فراجع: التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة للقرطبي، والروح لابن القيم، وأهوال القبور لابن رجب، وشرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور للسيوطي، والبحور الزاخرة في علوم الآخرة للسفاريني. ومن الكتب المعاصرة: كتاب القيامة الصغرى للدكتور عمر الأشقر.
اقرأ أيضا:
بناء مسجد أولى أم بناء بيت للأولاد؟اقرأ أيضا:
فرض غرامة على المشتري الذي يتأخر فى السداد.. هل يجوز؟