أنا سيدة مطلقة منذ فترة قريبة، ومشكلتي أن هناك اتفاق ودي مع والد أطفالي على أن يبيت الأولاد معه الخميس والجمعة من كل أسبوع، وهو متزوج، وأنا خائفة من أن ينساني أولادي، أو يقارنون بيني وبين زوجة أبيهم، وحبهم لي يقل.
أنا حائرة، وقلقة ، كيف أتصرف؟
الرد:
مرحبًا بك يا صديقتي..
أقدر مشاعرك كأم، وأنت محقة في مشاعرك من منطلقها الغريزي، لكن يبقى أنها مجرد "مخاوف"، أي أنها ليست حقيقية.
ما أحبه ، وأرجوه لك ألا تستغرقي في مخاوفك، مع تقديري لظرفك الحالى كمطلقة من فترة قريبة، أي أنك حديث عهد بـ "ألم"، حديثة عهد بـ "حالة اجتماعية مختلفة"، حديثة عهد بكل شئ مختلف.
هذه هي بداية التعرف على كيفية التصرف في هذا الموقف يا صديقتي، مع أولادك وزوجة أبيهم، ومبيتهم بعيدًا عنك، وهو كيف تتصرفين أنت الآن مع نفسك، وكيف تتعاملين معها؟! هل تشعرين بخوف، خذلان، جزع، عدم أمان، هزة نفسية، حزن، فقد، لابد من تحديد مشاعرك، مراقبتها، التعامل معها، الاعتناء بنفسك، الرفق بها، احتواءها، فمهما كانت حياتك الزوجية سيئة ومستحيلة وهو ما أدى لتركها، يبقى أننا "بشر" وأنها كانت علاقة طويلة وأثمرت حياة وأطفال، ولهذا كله آثاره الجانبية التي ينبغي أن نفكر، ونعمل على إزالتها، لديك أولًا، وأطفالك.
أنت الآن "الطرف الأهم" في كل هذه القصة، وبناء على ما ستكونين عليه ، سيكون أطفالك.
أم متزنة، هادئة، قوية= أطفال كذلك!
والعكس بالعكس.
وهذه القوة، وهذا الهدوء والاتزان، لن يتنزل عليك من السماء، بل سيحتاج منك إلى "وعي"، و"نضج"، و"اهتمام بنفسك"، "مراقبة لها"، "عناية بها"، و"جهد" و"بعمق".
فما أعنيه ليس العناية ببشرتك، وشعرك، وملابسك، وخروجاتك، وطعامك، إلخ ، فهذا وإن كان مطلوبًا، فإن الأولى والأهم والمطلوب أولًا والمقصود هو العناية "النفسية" بـ"ذاتك".
هذه هي اللبنة الأولى، والمهمة للغاية، قد يمكنك القيام بها بمفردك، وقد تحتاجية إلى أشخاص داعمين لك عبر مشير نفسي، ومجموعة دعم، وهذا كله مهم، إنه سيعني لك أنك "لست وحدك"، وهذا صمام أمان نفسي كبير لا يمكن الاستغناء عنه.
صديقتي..
مكانك كأم لا يمكن أن يسرقه منك أحد، فقط كوني أمًا " حقيقية"، "واعية"، "ناضجة"، "راشدة"، لا تعيش دور الضحية.
حبك في قلوب أطفالك لا يمكن أن ينزعه أحد، ومكانتك كذلك.
صديقتي..
أنت الآن في وضع مختلف، مرحلة جديدة، هي الخير الذي أراده الله لك، مرحلة تحتاج إلى "تأهيل"، وفقط، وبعدها ستسير كل أمورك على ما يرام.
صديقتي..
اطمئني، واعتن بنفسك، والتفت لها جيدًا كما ذكرت لك، واستعيني بالله ولا تعجزي، ودمت بخير وقبول وسكينة ووعي.
اظهار أخبار متعلقة
اظهار أخبار متعلقة