أخبار

أفضل وقت لتناول وجبة الإفطار.. يساعدك على إنقاص الوزن والعيش لفترة أطول

متى يكون الصداع علامة على مرض خطير؟

أعظم وصية نبوية..وسيلة سهلة لدخول الجنة

ما المسجد الأقصى.. ولماذا يدافع المسلمون عنه؟

العدس غذاء ودواء.. لماذا نحرص على تناوله في فصل الشتاء؟

حتى يؤتيك الله من فضله.. عليك بهذه الأمور

بشارات نبوية للأمة المحمدية.. هؤلاء يدخلون الجنة بلا حساب

خزائن الله لاتنفد.. لماذا يعاني البشر من التعاسة رغم التقدم العلمي؟ (الشعراوي يجيب)

10طاعات تؤمن لك الوصول لمعية الله .. ليس كمثلها معية

حيوية الحوار.. كيف تصنع من نفسك خطيبًا مفوهًا ومتحدثًا ممتعًا؟

لا تجعلها ثقيلة على أذنك.. النصيحة حب في الله لا تبغض صاحبها

بقلم | أنس محمد | الخميس 03 اكتوبر 2024 - 11:59 ص


لا يدرك الكثير من الناس فضل النصيحة في ديننا الإسلامي، من أجل عمارة الأرض، وتزكية النفس، ومنع الموبقات والجرائم، فلا ينتشر الفساد إلا بامتناع الناس عن أداء واجبهم تجاه بعضهم بعضا، وإنما يكون ذلك بالنصيحة والموعظة الحسنة، فهي هدية ثمينة تُقدم للمنصوح طواعية وعن طِيب خاطر، وقد دلت النصيحة على الحب والإيمان، حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن أبغض الكلام إلى الله أن يقول الرجل للرجل: أتقِ الله، فيقول : عليك بنفسك.

فرفض النصيحة هو رفض للحب ورفض لتطهير النفس من مسالك الشيطان، فإذا رفض شخص ما أن يجعل في قلبه نصيبا من نصيحة أخيه، فلن يحل محل هذا الحب في قلب هذا الشخص سوى وساوس الشيطان.

ونقل الله تعالى لنا أن الشيطان الرجيم عندما وسوس لآدم وحواء - عليهما السلام - أنه: {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} [الأعراف: 21]

فالنصيحة تأتي من مُحب يخشى على صاحبه سوء العاقبة، كما أن المخلص الذي يُقدم لك النصيحة يتأوه لألمك ويغتم لهمك وغمك، كما أنه يفرح لفرحك، وأن دافعه من وراء نصيحته ابتغاء وجه الله تعالى ثم مصلحتك، وكل ذلك ليقينه أنه "مَنْ لا يهتَمُّ بأمرِ المسلمينَ فليسَ مِنهُمْ".

وإنما فرض الله سبحانه وتعالى النصيحة والموعظة بين المسلمين إلا ليكونوا مثل الجسد الواحد إذا تداعى له عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى.

يقول طرفة بن العبد:

إذا كنتَ في حاجة ٍ مُرسلاً : : فأرْسِلْ حَكِيماً، ولا تُوصِهِ

وإنْ ناصحٌ منكَ يوماً دنَا : : فلا تنأَ عنه ولا تُقْصهِ

وإنْ بابُ أمرٍ عليكَ التَوَى : : فشاوِرْ لبيباً ولا تعصهِ



حكم النصيحة


إنما تكون النصيحة لله من أجل تصفية الشيء من شوائبه وعلاج الأمر مما يعتريه من خلل، على أن يسبق النصيحة علم وإخلاص، ويصحبها صدق ورحمة، ويليها صبر وحكمة.

كما أن النصيحة إعذار إلى الله تعالى لإبراء الذمة، وطمعاً في الثواب ، ولكون النصيحة وجهاً من وجوه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهي واجبة على كل مسلم بالغ عاقل قدر استطاعته، وقد اشترط بعض العلماء أن تكون النصيحة لمسلم ولكن البعض الآخر - منهم ابن حجر - قال إنها تجب لغير المسلم وذلك بدعوته للإسلام.

النصيحة في القرآن الكريم


بيَّن القرآن الكريم أن المَهمة الأساسية للأنبياء هي النصيحة لأقوامهم، كما بيَّن أنه ما من أمة إلا وكان فيها من الناصحين الذين نصحوا لأقوامهم.

 قال تعالى على لسان نوح: {وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ * أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [الأعراف: 61، 62]

وعلى لسان نبي الله هود - عليه السلام - قال تعالى: {وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ * أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ} [الأعراف: 67، 68]

وعلى لسان نبي الله صالح - عليه السلام - قال تعالى: {فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ} [الأعراف: 79]

وآيات القرآن الكريم تبين لنا أن الناصح الأمين يكون موضع ثقة واحترام غالبية من هم حوله ، لذلك قالت أخت نبي الله موسى عليه السلام: {هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ} [القصص: 12]




النصيحة في السنة النبوية


عن تميم الداري - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الدينَ النصيحةُ، إن الدينَ النصيحةُ، إن الدينَ النصيحةُ. قالوا: لمَن يا رسولَ اللهِ؟ قال: للهِ، وكتابِه، ورسولِه، وأئمةِ المؤمنين وعامَّتِهم، وأئمةِ المسلمين وعامَّتِهم" (صحيح أبي داود)

وعن معقل بن يسار - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من أميرٍ يلِي أمرَ المسلمينَ، ثُمَّ لا يَجْهَدُ لهم وينصَحُ، إلَّا لم يدخُلْ معهم الجنةَ" (صحيح الجامع)

وعن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا نَصَحَ العَبْدُ سَيِّدَهُ، وأَحْسَنَ عِبادَةَ رَبِّهِ كانَ له أجْرُهُ مَرَّتَيْنِ" (صحيح البخاري)



آداب النصيحة


-الإخلاص في النية، بأن يبغي الناصح بنصيحته وجه الله تعالى، وطمعاً في ثوابه سبحانه، وأن يكون متواضعاً، وأن يطلب العون والتوفيق من الله تعالى.

-العلم بما سينصح به، وبطبيعة من سينصحه ومكانته وفضله.

-الرحمة بمن تنصحه هيناً ليناً بشوشاً سمحاً؛ كي لا يُعين الشيطان على المنصوح فينفر ويجنح.

-حسن اختيار الزمان والمكان والأسلوب المناسبين للمنصوح ليكون ذلك أدعى للاستجابة والامتثال للنصيحة.

-التلميح قبل التصريح، والموعظة الحسنة قبل المُجادلة، والسِّر قبل العلانية.

-إذا كان المنصوح ظالماً مُتعدياً مُتجاوزاً مُرتكباً ما يفتن العامة، فهذا تجب مُحاجته ومُناظرته وإبطال حُجته وتفنيد رأيه أمام الناس حِفاظاً على عقيدتهم وإحياءً لسنة "قول الحق عند السلطان الجائر".

-كتمان سر المنصوح فلا يُفشي له سِراً ولا يكشف له سِتراً ولا يفضح له أمراً مهما كان الأمر طالما أنه في إطاره الشرعي الذي لا تضيع معه للعباد حقوق في النفس ولا في المال ولا في العرض.

-عدم تتبع العاصي ولا ملاحقته ولا التضييق عليه، فالإفراط في تناول الدواء ربما كان له من الضرر أكثر من عدمه، ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخول أصحابه بالموعظة خشية السآمة والملل.



أداب تقبل النصيحة من المنصوح


تقبَّل النصيحة بأي وجه، ولا تعاند ولا تتكبر ولا تكن ممن قال الله تعالى فيهم: {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ} [البقرة: 206]

 لا تصر على المعصية واعلم الرجوع إلى الحق فضيلة وأن الاعتذار من شيم الكبار والاستغفار من شيم الصالحين.

شكر من قدم لك النصيحة امتثالاً لما جاء في الحديث الشريف: "مَن لا يشكرُ النَّاسَ لا يشكرُ اللهَ" (سنن الترمذي)، وكما قيل: "رحم الله رجلاً أهدى إلى عيوبي"

يقول الإمام علي رضي الله عنه: "الحق لا يُعرف بالرجال، وإنما يُعرف الرجال بالحق، فاعرف الحق تعرف أهله"




الكلمات المفتاحية

النصيحة في القرآن الكريم النصيحة في السنة النبوية حكم النصيحة

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled لا يدرك الكثير من الناس فضل النصيحة في ديننا الإسلامي، من أجل عمارة الأرض، وتزكية النفس، ومنع الموبقات والجرائم، فلا ينتشر الفساد إلا بامتناع الناس عن