للإيمان درجات.. بينما والعياذ بالله للبعد عن طريق الله دركات، وبالتالي ما من شك فيه أن أعلى درجات الإيمان هو اليقين بالله، وما ذلك إلا لأن اليقين من صفات أهل التقوى والإحسان، قال تعالى يبين درجتهم: « الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ » (لقمان: 4، 5)، وللأسف كثير من الناس من يغفلون عن هذا الأمر إما جهلًا أو تناسيًا..


واليقين مفتاح الخير للمسلم في كل شيء، فإن أيقن في الله علم أن ما يصيبه من خير أو وليعاذ غير ذلك، إنما هو بيد الله وحده، يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابَته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابَته ضراء صبر، فكان خيرًا له».

لكن ما هو اليقين؟

اليقين هو التسليم.. أي أن تسلم أمرك كله لله عز وجل، مهما كانت العواقب، موقنًا بأنه سبحانه لن يتركك وسيرفع الغمة مهما كانت الظروف والتحديات.


واليقين في بعض الأحوال يكون بمعنى الموت، كما قال المولى عز وجل لنبيه الأكرم صلى الله عليه وسلم: «فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ » (الحجر: 98، 99)، إذن على كل مسلم أن يواصل عبادته لله عز وجل بما أمره به، حتى الموت، لا يتحول ولا يتبدل يومًا أبدًا، قال جل وعلا في حق هؤلاء الذين يقينون في الله فيعيشون بالتقوى: « الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ » (البقرة: 3 - 5).

اقرأ أيضا:

من السنن المهجورة.. الاضطجاع على الجانب الأيمن بعد صلاة الرغيبة.. تعرف على هدي النبي في صلاتها

الدعاء اليقين

لأهمية اليقين في تحسين أحوال الناس، كان النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم يجعله من بين دعائه، فكان يقول: ((اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، اللهم أمتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتَنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا».. إذن من لزم الخوف من الله والعمل بما أنزله الله، كان لاشك من المتقين.