عزيزي المسلم، يا من تستعجل في الصلاة.. ما هي الحاجة التي ستفوتك وأنت أمام قاضي كل الحاجات؟.. الحقيقة سؤال في غاية الأهمية في هذا الزمن الذي باتت الصلاة هي الجزء الأقل اهتمامًا لدى الناس.. تراه (ينجزها) في أقل عدد ممكن من الدقائق، وإذا سألته يقول لك (أديت ما علي).. كيف أديت ما عليك وأنت حتى لم تحسن الوقوف ولا الركوع ولا السجود، فهل كنت تدرك ماذا تقول؟.. أم أنك تكرر الفعلة المعتادة، وترى فيها الإنجاز..

أما تدري عزيزي المسلم، أن الصلاة هي عماد الدين، وإنها إذا صلحت صلح العمل كله، وإذا واليعاذ بالله فسدت فسد العمل كله.. فكيف بأهم الأعمال (توجزها بما لا تفهم)، وتتصور أن الله سيبارك لك بقية الأعمال؟!.

دقائق معدودة

إذا تدبرنا وقت الصلاة في اليوم كله، لا يمكن أن نجدها تأخذ من أوقاتنا أكثر من ساعة تقريبًا، هذا بالتجويد والوقوف الجيد، وصلاة السنة القبلية والبعدية، فكيف تستكثر على نفسك أن تقف أمام الله عز وجل ساعة من يوم مدته 24 ساعة؟.


الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم، كان حين يقف في الصلاة يقرأ آية ويقطع، أي يقول بسم الله الرحمن الرحيم، ثم يقف، ويقول الحمد لله رب العالمين، ويقف، وهكذا.. بينما ترى في بعض المساجد أحدهم يصلي بجوارك يتمتم بالقرآن بسرعة متناهية لا تفقه منه شيئا، وربما هو ذاته لا يفقه ما يقول، وإنما يردد كما حفظ لا كما فهم.

اقرأ أيضا:

"إن كان قال فقد صدق" قالها أبو بكر ولزمها الصحابة.. هكذا كانوا يتعاملون مع رسول الله

إن لم تفعل فأنت لم تصل

عزيزي المسلم، هناك أمور في الصلاة إن لم تفعلها فأنت لم تصلِ بعد، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فدخل رجل فصلى ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرد النبي صلى الله عليه وسلم عليه السلام فقال: «ارجع فصل فإنك لم تصل»، فصلى ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «ارجع فصل فإنك لم تصل ثلاثا»، فقال والذي بعثك بالحق فما أحسن غيره فعلمني قال: «إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تعتدل قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم افعل ذلك في صلاتك كلها».. فهل أنت تفعل ما قاله النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، إن لم تفعل فما صليت ولا أديت حق الله عليك.