أخبار

بالفيديو.. عمرو خالد: طريقة ربانية تغيرك من داخلك وتصلح عيوبك في العشرة الأواخر (الفهم عن الله - 2)

حكايات مؤثرة.. كيف تعامل الملوك مع من أظهروا الوفاء لخصومهم؟

سيدنا يحي بن زكريا ..لماذا كان معصوما من الذنوب ؟ولهذا اختلف الفقهاء في سبب تسميته

ما هو حكم إجراء الصائم الحقنة الشرجية أثناء الصيام؟.. "الإفتاء" تجيب

عمرو خالد يكشف: حكم رائعة وفوائد عظيمة لسورة "الكهف" يوم الجمعة

يوم الجمعة هدية ربانية.. احرص فيه على هذه الأمور

يوم الجمعة يوم النفحات والفيوضات الربانية .. تعرف على خصائصه وفضائله

الصلاة على النبي يوم الجمعة.. فضلها وعددها وصيغها ووقتها.. اغتنمها

فيه ساعة إجابة: أفضل أدعية يوم الجمعة المستحبة والمستجابة.. اغتنمها

هل الحجامة الجافة مفطرة للصائم؟

أسباب البركة الغائبة وكيف نستعيد السعادة؟

بقلم | أنس محمد | السبت 19 سبتمبر 2020 - 10:07 ص





دائما ما يلتمس الإنسان البركة في المال والأبناء، إلا أنه غالبا ما يهمل في تحصيل أسبابها، والبركة هي الخير الإلهي يصدر من حيث لا يحس، وعلى وجه لا يحصى ولا يحصر، قيل لكل ما يشاهد منه زيادة غير محسوسة هو مبارك وفيه بركة، والبركة سمة إيمانية ليست منعزلة عن واقع الحياة، وهي إذا تغلغلت أسبابها في القلوب أثمرت وأينعت خيراً عظيما في الدنيا والآخرة.

وقد لخص الله تعالى مفهوم البركة بقوله عز وجل: ( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون) [الأعراف: 96]


و النّعم مع كثرتها لا تحقّق سعادةً ولا طمأنينةً، ولا تحلُّ خلافاً ولا تجلب أمناً إذا فُقدت البركة، وكلّ شيءٍ ليس لله فهو منزوع البركة، وقد جعل للبركة وسائل وأسباباً كثيرةً؛ إن أخذ النّاس بها بورك لهم في أرزاقهم وفي كلّ شيءٍ، كما جعل للمحق أسباباً إن أتاها النّاس مُحقت بركتهم.

لماذا نزعت البركة؟


1/تعد الذّنوب والمعاصي من أكبر أسباب نزع البركة في حياتنا، فهي سببٌ لهوان العبد على الله تعالى، وسقوطه من عينه، وذهاب البركة.

قال ابن القيّم رحمه الله تعالى: "الْمَعَاصِي تَمْحَقُ الْبَرَكَةَ، وَمِنْ عُقُوبَاتِهَا: أَنَّهَا تَمْحَقُ بَرَكَةَ الْعُمُرِ، وَبَرَكَةَ الرِّزْقِ، وَبَرَكَةَ الْعِلْمِ، وَبَرَكَةَ الْعَمَلِ، وَبَرَكَةَ الطَّاعَةِ، وَبِالْجُمْلَةِ أَنَّهَا تَمْحَقُ بَرَكَةَ الدِّينِ وَالدُّنْيَا، فَلَا تَجِدُ أَقَلَّ بَرَكَةٍ فِي عُمُرِهِ وَدِينِهِ وَدُنْيَاهُ مِمَّنْ عَصَى اللَّهَ، وَمَا مُحِقَتِ الْبَرَكَةُ مِنَ الْأَرْضِ إِلَّا بِمَعَاصِي الْخَلْقِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} [الأعراف: 96]، وَقَالَ تَعَالَى: {وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا * لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ} [الجنّ: 16-17]، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ".

وعَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الْعَبْدَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ، وَلَا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ، وَلَا يَزِيدُ فِي الْعُمُرِ إِلَّا الْبِرُّ).

فالله تعالى يؤدّب عباده، قال سبحانه: {وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} [العراف: 130].

2/كما أن الكذب والغشّ والخداع من أسباب نزع البركة، فعن حَكِيمِ بْنَ حِزَامٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (البَيِّعَانِ بِالخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَذَبَا وَكَتَمَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا).

3/كثرة الحلف أيضا تنزع البركة، لا سيّما في البيع والشّراء: حتّى لو كان الحالف صادقاً، وقد نهى النّبيّ صلى الله عليه وسلم عن كثرة الحلف في البيع والشّراء، ويُلحق به غيرهما من وجوه التّعامل بين النّاس، عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: (الحَلِفُ مُنَفِّقَةٌ لِلسِّلْعَةِ، مُمْحِقَةٌ لِلْبَرَكَةِ).

4/أكل المال الحرام بشتّى صوره: وأعظم ذلك وأكبره أكل الرّبا، فإنّ الرّبا يزيد المال في الظّاهر فتهفو النّفوس إليه، وإنّ الزّكاة تنقص المال في الظّاهر فيُحجم البعض عنها، ولكنّ سنّة الله تقضي بأنّ هذه الزّيادة في الرّبا تعود على المال وصاحبه بالقلّة والمحق والزّوال، كما أنّ الجزء المزكّى يعود على المال وصاحبه بالبركة والنّماء والزّيادة، قال تعالى: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ} [البقرة: 276].

5/الطّمع فيرتكب ما حرّم الله، حتّى ربّما ناله من غير حلّه لطمعه وجشعه وشدّة حرصه، عن حَكِيمِ بْنَ حِزَامٍ رضي الله عنه قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ، فَأَعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ، فَأَعْطَانِي ثُمَّ قَالَ: (يَا حَكِيمُ، إِنَّ هَذَا المَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلاَ يَشْبَعُ، اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى) .

اقرأ أيضا:

يوم الجمعة هدية ربانية.. احرص فيه على هذه الأمور

أسباب تحصيل البركة


1- الاستفادة من الوقت: فعن صخر الغامدي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( اللهم بارك لأمتي في بكورها ) وكان إذا بعث سرية أوجيشاً بعثهم من أول النهار وكان صخر رجلا تاجرا وكان يبعث تجارته من أول النهار فأثرى وكثر ماله.

2- الاستخارة: وهي الطلب من الله أن يختار له مما فيه الخير بدعاء مخصوص يدعو به بعد صلاة ركعتين، فإذا أراد العبد سفرا أو تجارة أو مشروعاً فليطلب من الله تعالى خيره قبل البدء فيه، عن جابر رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن، يقول صلى الله عليه وسلم: إذا هم أحدكم بالأمر، فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم هذا الأمر ( ثم تسميه بعينه) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وأجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: في عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه، وقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به. قال: ويسمي حاجته. فصلاة الاستخارة ركعتين من غير الفريضة فتصح بعد أي ركعتين نافلتين لإطلاق الحديث ( فليركع ركعتين من غير الفريضة) .

3- الاستشارة: قال تعالى: { والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون } [ الشورى :38 ]

4- المصافحة عند عقد البيع: عن خالد بن أبي مالك قال : بايعت محمد بن سعيد سلعة فقال: هات يدك أماسحك، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : البركة في الماسحة٠

5- الحذر من الغلول: هو أمر مخصوص في التعامل المالي العام، ذلك لأن من يصيب منه شيء لا يبارك له ، ومن لا يصيبه يتأثر بضعف وتآكل ما في بيت المال٠

6- إيتاء الزكاة عن المال والصدقة: وأصل الزكاة في اللغة الطهارة والماء والبركة والمدح وكله قد استعمل في القرآن والحديث وتساهم الصدقات في بركة المال على الفرد وتجتمع ويعم خيرها لتشمل بركتها حياة الإنسان في الدارين فهي المساهمة في تطهير النفس من الشح والبخل خاصة ممن لا يتحقق فيه الغنى ، ولم تتعود نفسه عن دفع زكاة الأموال قال تعالى: { مثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } ] البقرة: 216 ]، وقال تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [التغابن : 16 ] والصدقة سبيل للوقاية والحماية والرعاية الربانية.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” الصدقة تطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء”.

7- الأمانة في الشراكة عن أبي هريرة قال: ( إن الله يقول أنا ثالث الشريكين ما لم يخن أحدهما صاحبه فإذا خانه خرجت من بينهما ) أي معهما بالحفظ والبركة.

 قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ } [المائدة: 1]

8- الحذر من الربا: لأن الربا ممحق للأموال مسبب في غضب الله لقول تعالى: { يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ } [البقرة الآية: ٢٧٦] وقوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ} [البقرة: 278-279]

9- صلة الرحم: وهي سبب للبركة في العمر والمال عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله ضلى الله عليه وسلم يقول: {من سره أن يبسط له في رزقه، وأن يسأ له في أثره، فليصل رحمه}. فما ينبغي أن تتعلل من كان مشغولا بمعاش الدنيا في ترك صلة الرحم فهذه الصلة هي بركة للعمر والمال.



10- عدم الانشغال بأي مال أو معاملة عن طاعة الله تعالى: فما سعادة مال أعرض بصاحبه عن سبيل طاعة ربه فأهلكه في الدنيا والآخرة، قال تعالى: { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآَصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَار} [النور: 36-37 ]

الكلمات المفتاحية

قلة البركة أسباب تحصيل البركة لماذا نزعت البركة؟

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled دائما ما يلتمس الإنسان البركة في المال والأبناء، إلا أنه غالبا ما يهمل في تحصيل أسبابها، والبركة هي الخير الإلهي يصدر من حيث لا يحس، وعلى وجه لا يحصى