انتشرت ظاهرة الانحلال الأخلاقي في المجتمعات المسلمة بشكل لافت وخطير، فلا تمر من شارع أو حارة إلا وتسمع السباب بين أهلها، وخاصة في السنوات الأخيرة، وهو ما يكشف الوضع الذي آلت إليه أحوال المسلمين، وقد يرجع ذلك لسوء التربية والابتعاد عن مبادئ الاسلام وتعاليمه السمحة .
ومع التطور التكنولوجي الهائل الذي خلق للشباب والشابات متاهات كثيرة وعندما يتعمقون فيها يزدادون ضياعا وخسرانا مبينا، خاصة على الشبكة العنكبوتية ( الانترنت ) وهو عالم ملئ بالمغريات والمتاهات التي أفسدت أخلاق المسلمين، وانكشفت سواءتهم نتيجة حالة الاستقطاب والتراشق الممتلئة على مواقع التواصل الاجتماعي بين الناس.
فضلا عن المداخيل المادية المتدنية لملايين الأسر التي يهرب شبابها من سوء الحالة المادية ليرتكبوا أخطاء قاتلة مميتة مثل تعاطي المخدرات او بيعها او حتى السطو على محلات تجارية مشهورة .
ما الحل؟
ويبدأ الحل من الأسرة التي عليها واجب التركيز على التوجيه والإرشاد وتقديم النصح وتبيان الصحيح والخطأ بدون الصراخ والعويل بل عبر الحوار الهادئ المتزن والهادف.
كما يجب على الآباء والأمهات مراقبة الأبناء بحذر لكي يعرفوا ما يشاهده الأبناء على التلفاز وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، وألا نغفل عن دور الاسرة التعليمية لمراقبة إنحراف السلوكيات في المدارس في جميع مراحلها وحتى الجامعات .
اقرأ أيضا:
10فضائل لصدقة التطوع علي الفرد والمجتمع ..ولهذا تعد الصدقة الجارية أعظم أجراالاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم
امتدح الله نبيه صلى الله عليه وسلم على كمال الأخلاق فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]، وذلك يظهر من خلال معاشرته للناس ومخالطته لهم، ولقد سئلت عائشة رضي الله عنها كيف كان خلق النبي صلى الله عليه وسلم؟ قالت: كان خلقه القرآن، فلقد كان عاملًا بأخلاق القرآن وآدابه، وذلك أن القرآن أنزل للتدبر والعمل به، فكان أولى الناس وأولَهم عملاً به وامتثالاً لأوامره سيدُ الخلق صلى الله عليه وسلم.
وحث النبي صلى الله عليه وسلم على الأخلاق، عن أبي ذر قال: قال رسول الله: «اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن».
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقًا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحًا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه».
وعن عبد الله بن عمرو أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «إن خيارَكم أحاسنُكم أخلاقًا».
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم».
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خُلُقٍ حسن، وإن الله ليَبْغَض الفاحشَ البذيء».
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهذا الدعاء: «واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت» .
وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل كريم يحب الكرمَ ومعاليَ الأخلاق، ويَبغض سَفْسافها».
ويقول الله تعالى عن النبي: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [سورة الأحزاب:21] .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم حسن الخلق حتى مع أعدائه، حتى أنهم كانوا يطلقون عليه الصادق الأمين، وروى البخاري ومسلم عن جابر رضي الله عنه، أنه غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم قِبَل نجد، فلما قفل رسول الله قفل معهم، فأدركَتْهم القائلة -أي نوم القيلولة ظهرًا- في وادٍ كثيرٍ العضاه - شجر- فنـزل رسول الله؛ وتفرق الناس يستظلون بالشجر، ونزل رسول الله تحت سمرة - نوع من الشجر- فعلّق بها سيفَه، ونمنا نومة؛ فإذا رسول الله يدعونا، وإذا عنده أعرابي فقال صلى الله عليه وسلم: «إن هذا اخترط عليّ سيفي وأنا نائم، فاستيقظت وهو في يده صلتاً - أي جاهزاً للضرب- فقال: من يمنعك مني؟ قلت: الله ؛ ثلاثاً ، فسقط من يده فأخذ رسول الله السيف، فقال للأعرابي: من يمنعك مني؟ فقال: كن خير آخذ، فقال صلى الله عليه وسلم: تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟ قال: لا، ولكني أعاهدك ألا أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك، فخلى سبيله، فأتى الرجل أصحابه فقال لهم: جئتكم من عند خير الناس».
ومن أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم الجود والعطاء والبذل: روى الإمام مسلم عن أنس رضي الله عنه قال: "ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئًا إلا أعطاه، ولقد جاءه رجل فأعطاه غنمًا بين جبلين، فرجع إلى قومه فقال: يا قوم، أسلموا فإن محمدًا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله يخصف نعله ويخيط ثوبه، ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته وقالت: كان بشرًا من البشر، يفلي ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه، وقالت: قال رسول الله: آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد، فإنما أنا عبد". وعن عبد الله بن أبي أوفى قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر الذكر، ويَقِلُّ اللغو، ويطيل الصلاة، ويقصر الخطبة، ولا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي له الحاجة".
و كان الرسول صلى الله عليه وسلم جالسًا فجاء يَهُود فقالوا: السام عليكم -أي الموت عليكم- فقالت عائشة: وعليكم السام واللعنة! فقال رسول الله: « يا عائشة! إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش ولكن قولي: وعليكم».
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياءً من العذراء في خدرها» .
اقرأ أيضا:
داوم على طرق باب الله يوشك أن يفتح لك