جميعنا بلا استثناء يتمنى لو أن يكون إلى الله عز وجل أقرب، لكن كيف الطريق إلى ذلك؟.. والأهم كيف الحفاظ على ذلك؟، ببساطة شديدة، إذا أحب الله عبدًا من عباده اختصه لنفسه فشغله به سبحانه، حتى يصير كلامه وسلوكه من أجل الله وحده لا من أجل دنيا أو شهوة زائلة، فكيف تصل إلى مرحلة أن يحبك الله عز وجل ثم يكون عينك وقلبك ولسانك وعقلك؟.


بداية ضع لنفسك جدولا أو أجندة، كي تصل إلى هذه المرحلة، تعتمد فيها على كثرة الذكر، والصلاة في غير أوقات الفروض، وقيام الليل، والإحسان إلى الناس، وعدم الوقوع في الغيبة والنميمة، وأن يكون رزقك كله من حلال، وألا تظلم أحدًا، فكلما ازددت في ذلك، زادك الله عز وجل في حبه لك.. هكذا هي المعادلة.

التمسك بالدين

الله عز وجل يحب من يتمسك بدينه القويم، فمن تبع فروضه وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، لاشك وصل إلى المرتبة التي يريدها من حب الله له، لأنه ببساطة شديدة، إذا أنت أحببت شخصًا ما ومنحته ما يحبه، فكيف له ألا يحبك؟.. هكذا الله عز وجل يحب من يقترب إليه ولو شبرًا، فهو الذي قال: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ » (المائدة: 54).


عزيزي المسلم، خذ الخطوة إلى الله تراه يأتيك هرولا، وهذا ليس بكلامنا ولا حتى توقعات، وإنما هو اليقين الذي جاء به النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، الذي قال فيما يرويه عن ربه قال: «إذا تقرب العبد إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإذا تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة».

اقرأ أيضا:

تشهد لله بالوحدانية.. هذه بشرى النبي لخروجك من القبر

كيف أعلم أن الله يحبني؟

كيف أعلم أن الله يحبني؟.. سؤال يدور في خلد كثيرين، والإجابة عليه بسيطة، إذا كان الله في بالك طوال الوقت فاعلم أنه يحبك، لأن الحبيب لا يمكن إلا أن يأتي في بال حبيبه أغلب الوقت، وما ذلك إلا لأنك ارتقيت عن ما عند الناس، إلى ما عند الله عز وجل، فتكون النتيجة أن يحبك الناس، وينتظرك الله عز وجل، فعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، قال: جاء رجل إلى النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، دلني على عمل إذا عملته، أحبني الله وأحبني الناس، فقال: «ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس».. فإذا فعلت ذلك فاعلم أن الله يحبك لاشك في ذلك.