من السنن المهجورة في حياة المسلمين هذه الأيام، هي إحياء ليلة الجمعة، بالصلاة على النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، رغم ما بها من أفضال على من يحييها، ورغم أن الأمر لن يأخذ من وقت أحدنا ربما سوى 5 دقائق فقط.. نتوقف قليلا فنصلي على خير الآنام عليه الصلاة والسلام، فنحسب من المصلين عليه صلى الله عليه وسلم في هذه الليلة المباركة ونأخذ الثواب الكامل لذلك.. ومع ذلك ننسى أو لم نتعود أو فاتنا هذا الفضل كما فوتنا أفضال غيره كثيرة سابقًا، وسنفوتها لاحقًا، مادامت كانت الدنيا هي شغلنا الشاغل ومبلغ علمنا!.
فضل الصلاة على النبي
بالأساس فإن للصلاة على النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، فضل عظيم، فما بالنا إذا كان من طلب ذلك منا، هو النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم بنفسه، حيث قال: «فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه»، أي في يوم الجمعة، وما ذلك إلا لأن ليوم الجمعة فضل وشأن عظيم عند الله عز وجل، ولأن الصلاة من الأمور التي تضاعف الحسنات، فكأنه يريد لنا أن نستثمر هذا اليوم أيما استثمار، فعن أبي لبابة بن عبد المنذر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن يوم الجمعة سيد الأيام وأعظمها عند الله وهو أعظم عند الله من يوم الأضحى ويوم الفطر فيه خمس خلال خلق الله فيه آدم وأهبط الله فيه آدم إلى الأرض وفيه توفى الله آدم وفيه ساعة لا يسأل الله فيها العبد شيئا إلا أعطاه ما لم يسأل حراما وفيه تقوم الساعة ما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا رياح ولا جبال ولا بحر إلا وهن يشفقن من يوم الجمعة».
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهاذكرى للذاكرين
الطلب النبوي إنما يحث كل مسلم أن يتذكر نبيه الأكرم صلى الله عليه وسلم، بكلمات سهلة ومبسطة، وهو أن يصلي عليه كل ليلة جمعة فيحصل على أجر عظيم، ومع ذلك كثير منا ينسى أن يتناسى هذا الطلب ومن ثم يحرم من هذا الفضل الكبير، فعن أوس بن أوس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليَّ»، قال: فقالوا: يا رسول الله، وكيف تعرض صلاتنا عليك، وقد أرمت؟، فقال عليه الصلاة والسلام: «إن الله حرم على الأرض أجساد الأنبياء».. إذن هي دعوة لنا تحديدًا لمن آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، فقط نتذكره ويعيش بداخلنا بذكره الشريف، ولو ليلة واحدة في الأسبوع وهي ليلة الجمعة فقط.