غزوة الأبواء أو (ودان) هي أول غزوة غزاها النبي صلى الله عليه وسلم وكانت في شهر صفر، وسبب تسميتها بغزوة (الأبواء) هو نسبة لمكان حدوثها في قرية بين المدينة ومكة.
وقد وقعت أحداث غزوة الأبواء في يوم ١٢ لشهر صفر للعام الثاني من الهجرة، وجرت بقرية من أعمال الفرع، إما الأبواء والتي تبتعد عن المدينة ٢٣ ميلا، أو قرية ودان، وبينهما ستة أميال.
وقد قادها رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ليبدأ سلسلة مغازيه الشريفة ضد المشركين المحاربين لدين الله، وحمل اللواء عمه حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه.
وقفت أسباب عديدة وراء غزوة الأبواء منها:
استخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن عبادة رضي الله عنه على المدينة المنورة ثم خرج الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لاعتراض عير قريش وكان معه ستون رجلا من المهاجرين، لكنهم لم يدركوا قافلة قريش.
وهناك وجدوا بني ضمرة وكان من ضمنهم سيدهم المدعو مخشي بن عمر الضمري، وقد طلبوا موادعته أي الأمان معه، فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين بني ضمرة على أن لا يغزو المسلمين بني ضمرة ولا يغزو بني ضمرة المسلمين، و أن لا يكثروا بني ضمرة علي المسلمين جمعًا ولا يعينوا عليهم عدوًا .
وكان نص المعاهدة مع بني ضمرة: «هذا كتاب محمد رسول الله لبني ضمرة بأنهم آمنون على أموالهم وأنفسهم وأن لهم النصر على من رامهم بسوء بشرط أن يحاربوا في دين الله ما بل بحر صوفة وأن النبي إذا دعاهم لنصر أجابوه، عليهم بذلك ذمة الله ورسوله» ثم انصرف الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وكانت غيبته خمس عشرة ليلة.
وفي ودان قبر السيدة آمنة أم الرسول صلى الله عليه وسلم، وقيل أن أباه عبدالله مدفون هناك أيضًا.
لم يقع قتال بغزوة ودّان، ووقعت معاهدة مع بني ضمرة .
وكشفت الغزوة يقظة النبي والقائد محمد صلى الله عليه وسلم سبيلا لإعلاء كلمة الله وحقن دماء المسلمين، وقد خرج في طلب قريش وعاهد بني ضمرة على عدم التعرض، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم يعطي درسًا بشجاعة القائد الذي لا يكتفي بالتخطيط بل يخوض غمار الحرب، رغم رغبة صحابته -رضي الله عنهم- بتجنيبه المخاطر.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهااقرأ أيضا:
الحسن بن علي هكذا تصرف سبط النبي عندما قطع معاوية عطاءه .. أعظم صور اليقين بالله .. تعرف علي القصة