كان لريق النبي صلى الله عليه وسلم الطيب مذاقا خاصا وبركة في كل من وصل إليه، ومن وضع في فمه صار بر كة له سواءً من الصحابة أو غيرهم من معالم المدينة المنورة.
يقول أبو عقيل الديلي رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فآمنت به، وصدقت وسقاني رسول الله صلى الله عليه وسلم- شربة سويق، شرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أولها وشربت آخرها فما زلت أجد بلتها على فؤادي إذا ظمئت، وبردها إذا أضحيت.
وفي رواية أنه قال: دعاني النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام، فأسلمت فسقاني فضلة سويق فما زلت أجد ريها إذا عطشت، وشبعتها إذا جعت.
وقال الصحابي سهل بن سعد الساعدي وغيره من الصحابة : أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بئر بضاعة، فتوضأ في الدلو، ورده في البئر ومجّ مرة أخرى في الدلو، وبصق فيها وشرب من مائها.
وكان إذا مرض المريض في عهده يقول: " اغسلوه من ماء بضاعة" ، فيغسل، فكأنما حل من عقال، بعد شفائه من المرض.
ومن عظيم بركته أنه جيء بالصحابي عبد الله بن عامر بن كريز إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتفل عليه وعوده فجعل يتسرع ريق النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " إنه ليشفى" أو إنه لفتى مسقاء ، فكان لا يعالج أرضا إلا ظهر له فيها الماء، مهما كانت رداءتها.
وعن ثابت بن قيس بن شماس أنه فارق جميلة بنت عبد الله بن أبي وهي حامل بمحمد، فلما ولدته حلفت لا ترضعه من لبنها، فدعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فبزق في فيه، وحنكه بتمرة عجوة، وسماه محمدا.
وقال: اختلف به، فإن الله رازقه، فأتيته في اليوم الأول والثاني والثالث، فإذا أنا بامرأة من العرب، تسأل عن ثابت بن قيس ابن شماس فقلت: ما تريدين منه؟
فقالت: رأيت أني أرضع ابنا له، يقال له: محمد، قال: فأنا ثابت، وهذا ابني محمد، قال: وإذا درعها ينعصر من لبنها.
وقال الصحابي أبو قتادة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بصق على أثر سهم في وجهه في يوم ذي قرد، قال: فما ضرب علي قط ولا قاح بعد أن بصق عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورها