يقول الإمام محمد متولي الشعراوى رحمة الله عليه : «المال هو أدنى درجات الرزق .. والعافية : أعلى درجات الرزق .. وصلاح الأبناء : أفضل أنواع الرزق .. أما رضى الله : فهو تمام الزرق».. فاللهم رضينا بك رباً فارزقنا رضاك بحق قولك .
الرزق منبعه الله عز وجل وفقط، فلا تشغل بالك به كثيرًا لأنه أمر مقدر لك سلفًا، يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم يبين ذلك: «وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ»، فهو سبحانه أقسم كثيرًا في كتابه الكريم بأشياء خلقها، لكن حينما تحدث عن الرزق أقسم بذاته العليا ليؤكد لعباده أن الأمر منتهي، وأن عليهم ألا يرهقوا أنفسهم في مثل هذه الأمور، بل عليهم الطاعة والعبادة، وعلى الله تمام الرزق.
أنواع الرزق
الرزق ليس فقط المال.. كما يتصور البعض، فلعل مريضًا يتمنى لو أخذ منه كل الرزق وتركت له العافية، لذلك فإن العافية هي أعلى درجات الرزق، وكان النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم دائمًا ما يسأل الله عز وجل تمام العافية في الدنيا والآخرة.
النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، علمنا أن الرزق في المال إنما يأتي ويذهب، لذلك كان ينفق من لا يخشى الفقر، لكنه كان يحافظ على نعمة العافية ويسأل الله الحفاظ عليها دومًا، ولو نظرنا لطريقة إنفاقه للمال لتعلمنا أنه كان يريد أن يوصل لنا رسالة مفادها أن المال لا تجعله يتحكم فيك، مهما كان، فلم نسمع يومًا أنه عليه الصلاة والسلام سأل الله دوام المال، وإنما سأله دوام العافية، والحفاظ على الأبناء.. لكننا الآن للأسف نسأل الله دائمًا المال، وننسى الدعاء للأبناء فكانت النتيجة أن ذهبت البركة من المال رغم كثرته، وتاه الأبناء في متاهة الدنيا!.
اقرأ أيضا:
قال له أوصني يا رسول الله.. فماذا قال له.. تعرف على تفاصيله الهدية النبويةطرق الحصول على الرزق
الله عز وجل، خلقنا، وعلمنا طرق الحصول على الرزق، حتى نقتات ونعيش عيشة هنيئة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يمانع في العمل، وهناك القصة الشهيرة، حينما خرج مع نفر من أصحابه، وقرروا أن يجمعوا شيئًا لتجهيز الطعام، فقال: وأنا عليّ جمع الحطب.. لم يتردد في المساعدة، كي يعلمنا أنه لأحل الحصول على الرزق، علينا المثابرة والجهد، وبالأساس وقبل أي شيء التوكل على الله عز وجل.
أيضًا وضع لنا بعض المبادئ التي إن سرنا عليها حصلنا على تمام الرزق، ومن ذلك قوله تعالى: «فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ * كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا * وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا».. فمن تعملها أراح نفسه من الهم والضيق، وأعانه الله عز وجل على نفسه ورزقه ورزق عياله.