عزيزي المسلم، هل جربت أن تعيش وأنت موقن في محبة الناس لك؟.. إن كنت عشت هذا الإحساس الجميل، فحافظ عليه ولا تتردد في أن تواصل كسب ود الناس.. لأن محبة الناس رزق عظيم من الله، وكنز ليس له ثمن حتى لو أنفق المرء عليه كنوز الدنيا..
وما يؤكد أن محبة الناس رزق كبير، قوله تعالى: «وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ » (الأنفال: 63)، لكن كل إنسان له دور في هذه المسألة، فكيف أن يوفق الله عز وجل بين قلبين أحدهما لا يتقدم ولا ينشغل بحب الله والناس؟!.. كما يقول أهل السابق: «قدم السبت تجد الأحد»، أي تقدم الحب واحترام الناس، تجد كل الناس يحبونك ويحترمونك لاشك.
الطريق إلى محبة الناس
للوصول إلى محبة الناس، هناك طرق معروفة للجميع، ثابتة لا تتغير، وهي أن تكون أنت محبًا للناس في البداية، فكيف لأحد لا يحب الناس أن يحبه الناس؟!.. يقول المولى عز وجل يوضح ذلك: «وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ » (التوبة: 71)، وهو ما أكد عليه النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، حين قال: «من سره أن يجد طعم الإيمان، فليحب المرء، وأن يُحبَّ المرء، لا يحبُّه إلا لله».. إذن تحقق هذه الشروط يحبك الناس، وبالتالي لاشك يحبك الله عز وجل.
اقرأ أيضا:
الإيمان قول وعمل واعتقاد.. وهذا هو الدليلالله أولاً
إذن الله لابد أن يأتي في المقدمة، فهو أساس الوصول إلى قلوب الناس، وليس هناك طريقًا آخر لذلك، قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ . إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ . وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ» (البقرة: 165-167).
أي أن أي إنسان لا يمكن له أن يصل لقلوب الناس إلا من خلال الله عز وجل، بينما من قدم الناس على الله سبحانه، كانت النتيجة كارثية، ويومًا ما سيتبرأ هؤلاء من هؤلاء لاشك.. يوم ينفض العرس، ولا يتبقى سوى العمل وحده، ومؤكد حينها لن يكون بالعمل الطيب، لأن الناس البعيدين عن الله عز وجل لا يمكن لهم أن يفعلوا الخير أبدًا، أو أن يجتمعوا عليه أبدًا.